للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

محمد بن سليم وغيرهم من علماء بريدة، وكان أخوته من الأغنياء وذوي الجاه، ولكنه رحمه الله لم يرفع بذلك رأسا ولم يهتم به، بل جل همه عبادة الله وتلاوة القرآن وطلب العلم، ومجالسة العلماء حتى أدرك وصار من العلماء رحمه الله، اشتهر في بريدة بالزهد والورع وملازمة المسجد جل نهاره وأكثر ليله فهو لا يخرج منه إلا لحاجة ضرورية.

وكان قليل الاختلاط بالناس كثير الحج، حج على الإبل أكثر من خمس وعشرين حجة، وكان يحرص في حجه أن يصحبه فقراء طلبة العلم ليتولى الإنفاق عليهم في الطريق.

أمَّ في مسجد السادة قرابة عشرين سنة أو تزيد، وكان محبًا للخير بعيدًا عن الشر يزوره الإخوان في مسجده ويجتمعون معه للبحث والمذاكرة في العلم.

وكان يحب الفقراء والمساكين ويعطف عليهم وقد وفق إخوته في توليته إنفاق فضول مالهم على طلبة العلم والفقراء، فكان رحمه الله يضعها في محلها.

استمر على ذلك حتى توفي رحمه الله عام ١٣٦٤ هـ (١).

ومنهم محمد بن عبد الله النجيدي كان صاحب دكان في غربي جردة بريدة ودكانه يفتح جهة الشرق.

وكان مثل حمود النجيدي صدوقا محبوبًا من الناس، ولكنه لم يشتهر بالأسفار إلَّا في أول حياته.

كان صديقًا لوالدي أيضًا، وعندما فتحت المعهد العلمي في بريدة عام ١٣٧٣ هـ ذكر لي أن ابنه وهو طفل صغير أظن أن عمره في حدود الحادية عشرة، وأن جسمه يدل على أنه أصغر من ذلك وقال: يا أبو ناصر: أنت


(١) علماء آل سليم، ص ٤٤١.