للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الخوف والخشوع فلا يتأثر في الأفراح ولا في الهموم والغموم، وقد ملك لسانه عن القيل والقال، وأعرض عن الممدوح والمذموم، وأقبل على خدمة الواحد الحي القيوم واعتزل الخلائق وقطع من الناس العلائق فإذ دخل العشر الأواخر من رمضان اعتكف ولم يتكلم إلا في تلاوة القرآن أو الذكر ويؤم في مسجد أهل حارته وأسرته فإذا أقبل موسم الحج ركب ناقته وذهب يؤم الكعبة البيت الحرام فكان على هذه الحالة حجًّا واعتكافًا، وعبادة وذكرًا وصلاة.

وكان له أخوة ولديهم ثروة عظيمة، فكان يجمع زكاتها ويقسمها على فقراء طلاب العلم، وموضعه في حارة السادة من بريدة لأن لهم هناك البيوت والنخيل وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويرحم الضعيف والفقير، ويزوره المحبون للخير فيبش لهم ويذهب بهم إلى بيته لتناول القهوة والرطب وما يستطيعه.

ويحب الوحدة والعزلة فإذا جئته تجده، إما راكعًا أو ساجدًا أو متوضئًا أو تاليًا للقرآن أو مطالعًا أو مفتشًا في كتب أهل السنة، وقد حج سبعًا وعشرين حجة وله سمت وحياء، وهذه صفته.

كان قصير القامة نحيف البدن أسمر اللون عاقلًا وقورًا يظهر البشر ويعلوه بهاء الطاعة ونور العبادة، كث اللحية أشمط، وكان يكثر صيام النفل، وكان مرضه بالسل ولبث مريضًا أربعة أشهر وأصيب ببلغم شديد ثم مات على حالة حسنة وحزن لفراقه أهل الدين، فإنا لله وإنا إليه راجعون (١).

وقال الشيخ صالح العمري:

الشيخ محمد البراهيم النجيدي: ولد رحمه الله في بريدة عام ١٣١٤ هـ، وتربى تربية دينية، أخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم والشيخ عمر بن


(١) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج ٤، ص ٢٢١.