للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سوريا إلى تلك الحدود، وقد لبي ابن ملحم طلبه ولحق القوم الذين قطعوا مسافات طويلة إلى الشمال واستطاع ردهم، وأعاد للعقيلي إيله بسبب النجيدي.

وما يذكر عن طيبه ومعروفه رحمه الله، أنه جاء مرة إلى داره فوجد زوجته حزينة، ولما سألها عن السبب ذكرت له أن أخاها سوف يبيع فلاحته ويرحل عن البلد لأنه مدين لفلان الذي أقلق مضجعه، ثم صمت قليلًا وقال لها: لن يبيع أخوك فلاحته مادام راسي حيًّا إن شاء الله، اطمئني.

وفي الصباح ذهب النجيدي إلى الدائن وتأكد من صحة ذلك وقام وسدد له جميع ما على شقيق زوجته من مبالغ، ولم يكتف بذلك بل جدد السواني والأدوات الزراعية له (١).

ومنهم الشيخ محمد بن إبراهيم النجيدي من المشايخ العُبَّاد المشهورين بالعلم والورع ومحبة الخير.

ترجم له عدد من العلماء منهم الشيخ إبراهيم العبيد فقال:

وفي آخر هذه السنة توفي العابد الزاهد محمد النجيدي رحمه الله وعفا عنه وهذه ترجمته:

هو العارف الفاضل التقي الزكي - محمد بن إبراهيم بن سليمان بن سعود النجيدي، من عنزة المصاليخ، والأصل بقرية القرعاء، من قرى بريدة، ولد رحمه الله في سنة ألف وثلثمائة وأربع عشر، أخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم ونشأ يتيمًا في حضانة أخيه سليمان، وكان مقبلًا على الله والدار الآخرة حليمًا سكينًا يألف المسجد، وقد جعل له حجرة فيه يأوي إليها ولا يمل دراسة الكتب والنظر في مسائل العلم وفنونه، وقد سلم من الكبر والإعجاب بل كان غنيًّا شكورًا، وكان دائم


(١) رجال من الذاكرة، ج ٢، ص ٣٤ - ٣٥.