وكان مع حمود سبعون جنيهًا ذهبا هي نتيجة تجارته في الرحلة التي عاد منها فقام بتسليم السبعين جنيه إلى والده قائلًا هذه لك يا والدي وعد إلى اهلك، فضحك الوالد، وقال هي مناصفة بيني وبينك، فأصر حمود على قبول والده للمبلغ كاملًا والوالد يعتذر عن عدم قبوله ويقول: راعي النصف سالم، لي النصف ولك النصف فاقسم حمود على والده أن يأخذ المبلغ كاملًا فقبله الوالد أمام إلحاح ولده وإصراره الصادر عن صدق وحسن نية، في بر بوالده وعاد الوالد إلى بريدة من حيث أتى وقد صحبه وأكبره حتى وصلا معا إلى أهلهما في بريدة.
وبعد أيام قليلة قال تاجر من أهل بريدة هو ابن علندا لحمود النجيدي: يا حمود أنت أعطيت مالك لوالدك الله يخلف عليك وأنا أملك مائة وخمسين من الإبل ومعها حصان ورعيان واستعداد للسفر إلى الشام وتسويقها هناك أعرضها عليك بقيمة مؤجلة حتى تبيعها وتقبض ثمنها وتعود بالثمن إلى بريدة، فاشتراها منه حمود العبد الله النجيدي وسافر بها إلى الشام وباعها في سوق غزة وربح بها بعد المصاريف مائتين وسبعين جنيهًا وعاد إلى بريدة وسدد لصاحب الإبل قيمتها وطمأن والده أن الله عوضه عما أعطاه له (١).
وقال الأستاذ عبد الله بن زايد الطويان:
أخذت إبل لأحد العقيلات على حدود العراق من الأردن على حين غفلة من صاحبها، وجلس العقيلي يقلب كفيه محتارًا لا يعرف كيف يعمل، حتى جاءه من نصحه وقال له: ليس أمامك إلا حمود النجيدي فهو الذي يستطيع نجدتك بماله أو جاهه، وبالفعل ذُكِرَ له حمود على (ماء بصيه) جنوب العراق وشخص له وأخبره، ولما عرف ما حل بأخيه العقيلي ركب من فوره إلى صديقه (طراد بن ملحم) أحد شيوخ عنزة الذي كان بالصدفة قادمًا من جنوب