للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كنا مقدرين، ولم نصل إلى الإبل فقلت لحمود بن عبد الله النجيدي نذهب إلى قرية غضي، وهي قريبة منا، قال: يا بني إذا ذهبنا إلى أهل القرية ذبحوا لنا خروفًا وكلفناهم بهذا الليل قلت وماذا نصنع؟ قال: نطبخ ما معنا من طعام ونأكله ونبيت هنا، فطبخنا اللحمة في إبريق الشاي ثم وضعناها في مكان على فراش معنا وطبخنا الأرز بالإبريق، ولما نضج قدمنا اللحم والأرز على فراش أديم معنا وأكلنا وحفرنا لكل واحد منا حفرة وأشعلنا النار قريبة من الحفرتين وربطنا حمارين كانا معنا قريبًا منا ونمنا.

وفي الصباح صرنا نبحث عن الإبل وأقبلنا على إبل ترعى وليست إبل النجيدي فاتجه إلينا جمل هائج فاغرًا فاه، فقلت لحمود العبد الله النجيدي: جمل هائج أقبل إلينا صائلًا هل نذبحه بالبندق، أم نلاقيه بالعصي؟ فضحك حمود بن عبد الله النجيدي الذي مارس تجارة الإبل ويعرف أخلاقها وقال: يركب كل منا حماره فيرجع الجمل الهائج إلى مرعاه ويتركنا، فعجبت من قوله وركبت حماري وركب حمود حماره وما هي إلا لحظات حتى عاد الجمل أدراجه موليًا وجهه شطر الإبل التي يرعى معها والتي غار على النياق الموجودة فيها خائفًا عليها لأنه فحلها، وتلك أخلاق البعارين (١).

وقال الأستاذ ناصر العمري أيضًا:

قدم حمود بن عبد الله النجيدي من الشام متوجهًا إلى أهله في بريدة، وفي الطريق قابله والده عبد الله وسلم كل منهما على الآخر وتعانقا، وحمود رجل بار بوالديه معروف بهذا فبدرت من حمود كلمة عطف نحو والده بقوله أظنك يا أبا حمود استعجلت مقابلتي لحاجة نزلت بك؟ فقال الأب: صحيح لنا حاجة.


(١) ملامح عربية، ص ٢٤١ - ٢٤٢.