للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد سمعت ما يؤكد هذه القصة من غير إبراهيم الطامي.

وقال الأستاذ ناصر بن سليمان العمري:

اشتهر حمود بن عبد الله النجيدي ببر والده، وكان والده يسكن في مدينة بريدة بأسرته، ويسكن معه في البيت ولده حمود، وفي ضحى يوم كان عبد الله النجيدي يأكل طعام الغداء ومعه إبراهيم الناصر وولده حمود، وكان عبد الله قد تجول في السوق التجاري في بريدة ورأي مشلحًا (عباءة) مع دلال يحرج عليه فأعجبه المشلح، ولما جلسوا على طعام الغداء تحدثوا عن أشياء موجودة في السوق التجاري فقال الأب عبد الله: يا زين مشلح مع الدلال فلان وذكر اسمه وهنا انسل حمود بن عبد الله النجيدي تاركًا طعام غدائه وذهب إلى السوق واشترى (العباءة) وجاء بها إلى والده قبل أن يفرغ الأب من الطعام ووضع العباءة على جسم والده فضحك الأب، وقال جئت بالمشلح يا حمود تركت طعامك وذهبت إلى السوق؟

فقال حمود: كيف لا أحضر لك طلبك أنت مدحت المشلح دليل على أنه دخل في رغبتك وقيمته بسيطة وجئت به إليك، فدعا له والده.

وكان حمود من التجار الذين يتاجرون في الإبل وغيرها مع الشام ومصر وفلسطين والعراق يشتري الإبل من أسواق بريدة ويذهب بها إلى تلك البلاد، ثم انصرف إلى الفلاحة والعبادة حتى توفاه الله (١).

قال علي الحمد الربيش: خرج حمود بن عبد الله النجيدي وأنا في صحبته وراء إبله شمال غربي مدينة بريدة فلم نجدها في المكان الذي قدرنا وجودها فيه، فأبعدنا النجعة وراء الإبل وجاءنا الليل فلم نتمكن من العودة إلى أهلنا كما


(١) ملامح عربية، ص ٣١١.