كان فهد النصار هذا من تجار عقيل الذين يذهبون إلى الشام ومصر في تجارة المواشي، ثم صار صاحب دكان في جردة بريدة، وكان يتعامل مع أهل البادية وفي آخر عمره صار مؤذنًا في مسجد الأمير ابن مساعد في شمال بريدة.
وكان من المعمرين المعروفين بذلك فقد قارب المائة عندما مات، ومع ذلك كان صحيح الجسم سليم الحواس.
وأعدل الأقوال وأقربها للصواب أنّه مات عن ٩٧ سنة، وفي تلك السنة كان هو الذي ذبح أضحيته بنفسه.
إلى أن مات في ٥ شعبان عام ١٣٩٢ هـ.
وعلى ذكر عمره وأنه من المعمرين فقد اشتهر بهذا وأذكر أنني كنت دعوت شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد ومعه طلبة العلم وكبار المشايخ في بريدة إلى الغداء في شعيب (العود) في الجنوب الشرقي لبريدة على عادة قديمة أول من سنها الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله.
وكنت وقتها مدير المعهد العلمي في بريدة ولديَّ سيارة (وانيت) فصادفت فهد النصار، وكنت أعرف أنّه رجل يعرف كيف يخاطب فطاحل الرجال مثل شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد فعزمته معهم وخرج معي فلما وصل الشيخ عرفته به، ولم أعرفه ببقية المشايخ وطلبة العلم لأنه يعرفهم فقلت: يا شيخ، هذا أبو محمد فهد النصار، فقال له الشيخ عبد الله: وش كبرك يا أبو محمد؟
فأجاب فهد: أنت يا شيخ أحسن الله عملك سألتني ها السؤال قبل عشر سنين، وقلت لك: إن عمري ٨٤ سنة وأنا على هكا العلم!
فكانت هذه إجابة لطيفة لأن (هكا العلم) تشمل أنّه حتى الآن عمره ٨٤ وهذه نكتة، إذ معناه أنّه لا يزال على عمره، أو أنّه أراد منها أن عمره الآن ٩٤ وهذه بلاغة في الإجابة.