من كلام فهد النصار السهل الممتنع أنّه إذا سأله أحد عن عمره قال: أنا أكبر من اللي أصغر من، أو قال: أنا أصغر من اللي أكبر منْ!
وهذا كله صحيح وبدهي، ويقطع سؤال السائل.
وفيما يتعلق بالعمر سمعته مرة يقول: أنا لو أني أكبر لحالي ضاق صدري، لكن أنا أكبر والناس كلهم يكبرون معي اللي اكبر من بعشر سنوات قبل كذا واللي مثلي ما يقدر يوقف عمره ويخلين أنا أكبر!
وكان هذا قولًا عجيبًا لطيفًا في التعزية بتقدم السن.
وكان فهد النصار قد حضر عدة وقعات حربية وهو رجل يجيد وصف الحالات التي يكون عليها الإنسان.
قلت له - صادقا - يا أبو محمد - ومحمد والده وإلَّا فإن أكبر أولاده الذين عاشوا هو (نصار).
قلت له: يا أبو محمد، أنا ودي إنك تصف لي حالة الإنسان في الحرب لأني ما جربتها؟
قال: أول ما نروح للحرب يصير معنا زمل، أي خوف، فإذا مشينا للقوم وطالعت العين العين، أي رأينا الأعداء، ورأونا صرنا نتباول، بمعنى أن الواحد يمشي بوله على فخذه وهو ما يدري أنّه يبول لولا سخونة البول على فخذيه، قال: فإذا ترامينا واختلطنا راح الخوف، وصار الأمر عادي إنك تذبح رجَّال، وتعرف أنّه ربما يذبحك، وقال: تصير ذبحة الرجال مثل ذبحة الدجاجة، حتى رمي البنادق نصير ما نسمعه مثلما نسمعه بالأحوال العادية.
وقال: ومنظر الدم والجروح والناس الميتين عادي والله إني سنة كذا يوم التفت شفت حدي رفقاي بالخبرة وهم الذين كان يأكل ويشرب معهم بطنه منشق ومصرانه طالعة، وإنه ما كأنه إلَّا منشق ثوبه! ! !