للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

صرنا ما نبالي بشيء.

من كلام فهد النصار وقد ترآى النّاس هلال شوال مساء يوم العيد ازدحموا في سطح المسجد لتطلع رؤيته، قال: اللي ما يشوفه اليوم يشوفه باكر يريد أن النّاس قد عيدوا فلا داعي لتراءي الهلال.

وقوله: التاجر رازقه الله.

حدث فهد النصار قال: كنت ذهبت إلى بريدة قادمًا من الكويت فأردت الذهاب إلى المجمعة للاجتماع بصديقي دهش التويجري ولابد لي من المرور بقرب الزلفي فمررت بمكان يسمى أم المعاويد قريب من زليغيف وإذا بفلان من أسرة الفضل مع إبل ذاهب بها من بريدة إلى الرياض يتاجر بها، فقال لي: يا فهد النصار: ماتت مرتك - أي زوجتك - فقلت له: الله لا يبشرك بالخير، وقلت في نفسي: ربما يمزح أو غير متأكد ولما عدت إلى بريدة وجدت الأمر صحيحًا.

وبعد عشر سنين قابلته في نفس المكان فقال لي: يا فهد النصار ماتت زوجتك وهي غير الأولى التي ماتت، ولما وصلت إلى بريدة وجدت ذلك صحيحًا، وهذا من غرائب الاتفاق.

كان فهد النصار صديقًا حميمًا لدهش التويجري من أهل المجمعة، وكان دهش إذا جاء إلى بريدة لازمة وليس له أصدق منه إلَّا ناصر بن إبراهيم العبودي، وهو ابن عم والدي - لذلك كان فهد النصار إذا جاء من الكويت إلى بريدة يتعمد أن يمر على دهش في المجمعة ويقيم عنده ويجلس هو وإياه يومين أو ثلاثة.

ومرة كان دهش يتجول بفهد النصار في نخل له في المجمعة فرأى فهد نخلة فيه قد أوقدت بها النّار، فسأله فهد النصار عن السبب؟

فقال دهش: هذي مجنونة نعلق بها النّار حتى يذهب عنها الجنون.