فبادر فهد النصار يقول: أجل وراكم ما تعلقون النّار بالحميدي وهو شاب قاصر العقل معروف عندهم حتى إنّه يروح عنه الجنون!
حدّثني سليمان بن عبد الله العيد، قال: كانت لي صداقة بفهد النصار فجلست في دكانه في الجردة، ولم يكن موجودًا وجاء طفل فجلس بجانبي وأنا لا أعرفه وظننت أنّه ابن قريب له، فلما جاء فهد النصار وتحدثت معه بادر وأعطى الطفل في حجره قريض وحلوى وبقل، ولما قمت سألني أهذا ولد لك؟ فقلت: لا، فقال: جاه الشرط أي العطاء ولم يسترجع منه شيئًا مع أن الطفل لا يزال عنده في الدكان، وكان أعطاه ذلك يظنه ابنًا لي.
ومنهم نورة بنت إبراهيم الناصر النصار زوجة الثري الشهير حمد بن محمد الخضير.
ورد اسمها في وثيقة تتضمن أنها قبضت من وكيلهم ناصر بن سليمان بن سيف من أرثها من زوجها حمد الخضير من القسمة الأولى والثانية من التركة، ومما بيع من العقارات ثلثمائة وواحدًا وتسعين ريالًا إلَّا قرش، و (القرش) هنا يعني الثلث وخمسة أريل مهرها، أي ليست من الإرث وهو بمثابة المؤخر من المهر والصداق، فهو في ذمة زوجها المتوفى حمد الخضير.
أما الإرث وهو أقل من الثمن نصيب الزوجة إذا مات زوجها وله أولاد إذ كانت لابن حُضير أكثر من زوجة فإنه مبلغ كبير جدًّا يدل على ثروة ابن حُضير ويدل على ثروة أهلها أيضًا لأن الغالب أن الثري يتزوج من أثرياء.
ونلاحظ أن الشاهد على ذلك زوجها صالح بن عبد المحسن السيف مع أن الإرث كان يتعلق بإرثها من زوجها حمد الخضير، وذلك أنها تزوجت بابن سيف بعد ابن حُضير.