للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغيرهم من العلماء وقد جالس كبار طلبة العلم في بريدة، فاستفاد وأفاد في بحوثه.

وكان رحمه الله زميلًا لي في القراءة على المشايخ محمد بن صالح بن سليم والشيخ عمر بن سليم والشيخ عبد العزيز العبادي، فكنت أستفيد منه، وهو من الطبقة الثالثة من تلامذة الشيخين عبد الله وعمر بن محمد بن سليم، ومن الطبقة الأولى من تلامذة الشيخين عبد العزيز بن إبراهيم العبادي ومحمد بن صالح بن سليم توفي رحمه الله عام ١٣٥٨ هـ (١).

وقال الشيخ إبراهيم العبيد في حوادث سنة ١٣٥٨ هـ:

وممن توفي فيها نصيان بن حمد آل نصيان.

كان طالب علم، وتلميذًا للشيخ عبد العزيز العبادي، وله فهم عظيم وجودة حفظ حتى إنه ليحفظ عن ظهر قلبه كلما رآه وله يد في الشعر، وقد قدمنا له قصيدة رثى بها شيخه عبد العزيز، وكان يبيع ويشتري ويأكل من كسبه ويحب أهل الدين ويألفهم ويألفونه، وهذه صفته.

كان شابًا طوالًا متوقد الذهن واعيًا سكيتًا، وسنه حين وفاته ست وعشرون سنة، ومن العجائب ويجدر بنا ذكره أن صالحًا الصقعبي خرج يحمل حجرًا على عاتقه ليعلم به قبر ابن هزاع، فقال له الذي يحفر القبور إذ ذاك (علي بن عبد العزيز الحوطي) يا مطوع إنك جعلت لقبر تلميذك حجرًا واحدًا فلو جعلت حجرين كعادة الناس، فأجابه بقوله سأخرج بآخر في الجمعة المقبلة فمرض ومات ولم يخرج إلى المقبرة إلا محمولًا بنعشه، ففي ذلك عبرة لمن يخشى (٢).


(١) علماء آل سليم، ص ٥٢٠.
(٢) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج ٤، ص ٩٣.