للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الشيخ إبراهيم العبيد، وهذه مرثية في المتوفى الشيخ العبادي للاخ نصيان بن حمد النصيان، قال رحمه الله (١): .

أعيني جودا بالدموع السواكب ... على من دهانا موته بالمصائب

على شيخنا عبد العزيز لفقده ... تبدت كلوم القلب من كل جانب

ففي موته منا القلوب تصدعت ... وحارت دموع العين بين الجوانب

لقد كان ذا علم وكان مسددا ... بنحو وقرآن وإرشاد طالب

وقد كان شيخا في العلوم جميعها ... بهمته يسمو لأعلى المراتب

إلى مسلك التوحيد قد صار آية ... بهطال وبل العلم مثل السحائب

فصار لنيل العلم مرقى وسلمًا ... بتسهيل حل المشكلات الغرائب

وصار إمامًا حاذقًا متفننا ... له القدم الطولى بحل الغرائب

إلى الله نشكو ما دهانا بموته ... فلا غيره يرجى لجبر المصائب

عليه توكلنا بتسليم أمرنا ... مددنا يدا نحو السما بالمطالب

فلا نلتجي إلا إليه ولا لنا ... سوى ربنا المعبود جزل المواهب

لقد هالنا يوم دهتنا خطوبه ... بموت جليل القدر سامي المناقب

فيا ثلمة هدت من العلم جانبا ... ويا لوعة الأحزان من كل صاحب

ويا فرجة التدريس من بعد أنه ... محافلة محفوفة بالمكاتب

لفقد إمام كان يبدي دروسها ... ويهدي مخباها إلى كل راغب

نعته خطوب الموت من بين أهله ... ومن بين جيران ومن بين صاحب

فكم قبله جته المنية بغتة ... فعضت عليه في حداد القواضب

وكم قد دهتنا قبله من رزية ... نسينا بذكرى موته كل صاعب

فقد خمدت تلك الدروس لفقده ... وسفت عليها الريح رمل الكثائب

فنبكي عليه لوعة في قلوبنا ... وفي القلب حر شاغل بالملاهب

لقد جدد الأحزان من بعد سليها ... وأجرى دموع العين فوق الحواجب


(١) تاريخ ابن عبيد، الجزء الرابع، ص ٨٤.