وقد أوجعتنا فرجة الحبر شيخنا ... وناهت رزاياها بهد الجوانب
العشر خلت في طلعة الفجر موته ... ينبيك عن تحريرها خط كاتب
بشهر صفر في جمعة من صباحها ... على نعش نحو المقابر ذاهب
ثمان سنين بعد خمسين قد تلت ... ثلاث مئين بعد ألف لحاسب
وعجل في التجهيز من كان غاسلًا ... وسجاه ثوبًا بعد شد العصائب
ليبك على التحقيق من كان باكيا ... لأن ذويه ذاهب بعد ذاهب
فقد جاء في الأخبار عن سيد الورى ... بأن ذهاب العلم موت الأطائب
فيا ربنا يا ملتجانا وجبرنا ... اغث قبره من مده بالمواهب
وأسكنه جنات النعيم تكرمًا ... ونور له في القبر يا خير واهب
وانهله من حوض النبي محمد ... بكأس روي سائغ للمشارب
وافرغ علينا الصبر يا خير من دعي ... لجبر قلوب هدمت بالمصائب
وابق لنا بحر العلوم إمامنا ... يزيل الصدى جالي ظلام الغياهب
وشيخ لنا يحكي المهمات كلها ... ولم يثنه في الله شوب الشوائب
جزاه إله الخلق عنا بفضله ... فقد كان أستاذًا أتسي بالرغائب
وأرغم أهل الزيغ من كل ملحد ... وكشف أستارًا لغمض المذاهب
وصل إلهي كلما هب ناسم ... وما ناض برق من خلال السحائب
على المصطفى بل سيد الرسل كلهم ... وآل وأصحاب سموا في المناقب
بعد هتون القطر من وابل السما ... وما حج بيت الله من كل راكب (١)
أن النصيان من أهل رواق ومنهم أناس من أهل الصباخ، والصباخ ورواق متجاوران كما هو معروف لذلك وجد ذكر لملك النصيان في الصباخ في وثائق أهل الصباخ من مبايعات ونحوها.
(١) تاريخ ابن عبيد، ج ٤، ص ٨٤ - ٨٦.