والأثل الذي يراد به شجر الأثل كان الناس في القديم يواعدون المريبات من النساء فيه لأنه يستر من يكون فيه.
يريد أنه عفيف لا يريد إلَّا الحلال.
حدثني أحد أحفاد ابنه أن الأبن صاحب الطاقية الحمراء هو جدهم وهو صالح بن محمد، وأن قصة زواجه من والدته أعجب من ذلك، وهي أن النغيمشي وهو فلاح كبير في خضيرا دخل في مساء يوم من أيام الجمع من أجل أن يبحث عن سماد يشتريه، أو يأخذه بدون شراء، وعهدنا أن الفلاحين يأخذون السماد الذي يتألف من القمائم والنفايات من البيوت سمادًا لزراعاتهم، فلما دخل أحد البيوت حانت منه التفاتة إلى بنت شابة فيه فأعجبته وهي في نحو العشرين.
فقال لصاحب البيت: الدمال والبنت بعشرين ريال، وهذا معناه: أنه يريد خطبة البنت، لأن السماد لا قيمة له، فقال صاحب البيت وهو يعرفه، بل صديقه: الله يحييك يا أبو حمود، فقال أبي اليوم، فأسرعوا ينادون مطوع المسجد من بيته فعقد له عليها، ودخل بها قبل أن يذهب لصلاة الجمعة.
وبعد الصلاة ترك البنت عند أهلها في بريدة، وأخذ معه أخاها وأعطاه بقرة من فلاحته بخضيرا بمثابة المهر.
ورزق منها بابنه صالح ولكنه تركها فترة وتزوج غيرها، وهي في ذمته، ثم جاءت إليه في خضيرا ورزق منها عدة أولاد.
وذكر لي حفيد ابنه عبد الرحمن بن حمود بن صالح من قصص جد والده هذا: أنه ذهب مرة إلى أحد الفلاحين فوجده يسني في المنحاة أي يسوق إبل السواني، ورأى ابنة له تأتي بعلف للسواني وهي الإبل لتأكل الإبل من العلف وهي تسني، يضعون العلف في أفواهها لئلا تقف عن السواني.