قد آن للقلب أن تبدو سعادته ... وأن يغرد في الأكوان نشوانا
قالوا سيأتيك من كفاه مغدقة ... سيمطر البيت بالأموال أطنانا
غدًا تكونين بين الناس أغنية ... ترين حولك أبصارًا وآذانا
ترنو إليك عيونُ الناس مكبرة ... وترتجي منك إفضالًا وعرفانا
سترتدين من الأثواب أطيبها ... وتلبسين من الألماس تيجانا
سيسكب العطر في جنبيك منهمرًا ... وتنعمين به دفئا وأحضانا
* * * *
شممت من قولهم ما كان يقلقني ... رأيت في وصفهم زورًا وبهتانا
سألت من هو هذا إنه قدري ... صفوه لي إنني أصغيت وجدانا
أنا التي في فناء البيت قائمة ... كم تسمعوني أفراحًا وأحزانا
أنا التي عشت ترعاني عواطفكم ... لم ألق منكم طوال العمر كتمانا
واليوم صمتكمو حقًّا يحيرني ... متى لقيت من الآباء حرمانا
إن تصدقوني فإني طفلة نشأت ... على الكرامة أزمانًا وأزمانا
وإن سعيتم إلى وادي فكم وأدوا ... في الجاهلية أزهارًا وأغصانا
لم يرحموا موقفي بل ليتهم سألوا ... عمن أريد ومن أهوى ويهوانا
أعماهم المال عن درب يكون به ... عزي وألفيت بعد الربح خسرانا
هم أوقعوني بنار كلها لهب ... وهم يسمونني بالأمس (نيرانا)
قد جئت أمل في برديه تدفئة ... فعدت انسج من برديه أكفانا
إن تسعدو بي إنسانًا لنزوته ... فإنكم تقتلون اليوم إنسانا
جاءوا يهنونني في القصر قلت لهم ... جئتم تعزون ليت العمر ما كانا
أصبحت عكازةً في البيت زائفة ... قد فجر الدمع من عينَّي شريانا
أعري جمالي كشمع بات منصهرًا ... يمسي ويصبح تَذكارًا ونسيانا
سفينتي أصبحت في اليم غارقة ... وما رأت في خضم الموج رُبانا
لا تذكروا لي زواجي إنه ألم ... يملي عليّ من الأحزان ألوانا