ومتأخري النقيدان الأستاذ موسى بن إبراهيم بن موسى النقيدان، وهو أخو الأستاذ منصور النقيدان.
وله رواية مطبوعة عنوانها (الهدام) ويقصد بذلك مطرًا عاصرناه وعرفناه أصاب بريدة عام ١٣٧٦ هـ واستمرت الشمس لم تشرق على الأرض ١٨ يومًا متواصلة كان المطر ينزل خلالها في أكثر الأحيان ثم ينقطع ثم ينزل.
كتب الدكتور عبد الرحمن الحبيب نقدا لها مهما في جريدة الجزيرة الصادرة في يوم الاثنين ٢٢ ربيع الآخر سنة ١٤٢٩ هـ وجعل عنوان نقده: عندما غرقت القصيم أربعين يومًا وهذا فيه مبالغة.
والواقع أن المباني الطينية لا تحتاج إلى أربعين يومًا من المطر حتى تختل أو تسقط بل يكفيها أقل من ذلك.
وفي ذلك المطر خرج أكثر الناس من بيوتهم الطينية إلى خيام في الصحراء.
ولقد نص نقد الدكتور عبد الرحمن الحبيب:
إنها الهدام التي كادت أن تموت في جوف الصحراء كالعادة، ولكنها حربة شقت عن نفسها، لتقول لأولئك الذين يلتمسون خيوط الحاضر ومشارف المستقبل: إن هذه بدايتكم الحقيقية، ويجب أن تنطلقوا منها إذا رغبتم في تأسيس المستقبل.
تلك مقدمة رواية (الهدام) لموسى النقيدان الذي سمى نفسه هشيم الصحراء، معلنا أن فحيح الصحراء يستنطق الرمال، من وحي ما حدث سنة ١٣٧٦ هـ التي يطلق عليها في القصيم وما جاورها:(سنة الهدام) لكثرة ما سقط من بيوت بسبب الأمطار التي استمرت أربعين يومًا.
تبدأ الرواية في الليلة العشرين من هطول المطر، وتدخل من بيت بطل الرواية وزوجته وتلك الليالي المخيفة حين أدى انجراف السطوح الطينية إلى تعرية الغرف لبيت ظل يقاوم كجبل، لكن يبدو أنه سينهار هذه الليلة .. والمصيبة أنه لا يمكن القيام بأي عمل، فاليد خاوية، والليل طويل وله عواء موحش .. والبرد قارس