للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فلا يسأم الساري وإن طال ليله ... كأنه في نحر الظهيرة ينظر

ونورا على نور تكامل فانتهى ... وكلّ إلى حد الكمال سيقصر

منازله معدودة مستفيضة ... وليس لنا فيها نزيد أو نتأخر

مقدرة قبل السما وخلقها ... وذلك في لوح حفيظ مسطر

فعاد ضيئلًا بعد ضوء وقوة ... ونور عظيم في الخلائق مُبدرُ

وغاب سريعًا بعد ذلك، وانمحى ... كأن لم يكن فينا عزيز مُوقَّرُ

وكورت شمس والنجوم تناثرت ... وأرجاؤنا فيها الظلام مُكرَّرُ

وليل غشانا بعد ليل وعمنا ... غياهب كانت تجيُ وتُدْيرُ

فطبقت الآفاق من كل وجهة ... حنادس ليل حالِك ليس يُسفِرُ

توالت علينا ظلمة بعد ظلمة ... وليس لسكان البسيطة مَعْبَرُ

وذلك اذْ مات حبر زماننا ... وقطب رحانا في النفوس مُوقر

فأعظم به ثلم وهدم لديننا ... وليس له سدٌّ يُرام فيُمدَرُ

ورَزْءٌ كبير في البلاد وأهلها ... وخطب عظيم فادح ليس يُحْصَرُ

هو الشيخ عبد الله نجل بُليهد ... مُسَرْبَلٌ في كل العلوم مُؤزَّرُ

وحصن منيعٌ عالي العز شامخًا ... يلاذ به في المُعضِلات فيصدِرُ

فكم سنة أحيا ومن بدعة محا ... وكم قبة يُهدا لها ثم يُنْحَرُ

فقام سريعًا عالي الصوت صارخًا ... إلا أن ذا حق الإله بل احذروا

وإذا بدا في حادث الدهر شبهة ... مُغلظة كادت تزيد وتظهر

وأحجم كل قيل فمن لها ... تصدُّى لها ليث من الغاب يزأر

فقام سريعًا حاضر البأس صائلًا ... فيفلق هامات للعدى ثم يعقرُ

فتقمع زنديقًا ويدحض مارقا ... فيلقيه مهدوم الجناب مُعَوْدرُ

ونص من الوحيين آي وسنة ... عليم بما ينهى كذاك ويأمرُ

وليس بطيَّاش إذا كان آمِرًا ... عليمًا رفيقًا بالبصيرة ينظرُ

فقيهًا فصيحًا بالبلاغة ماهرًا ... ولكنه السحر الحلال المُحَيَّر

ولم يخش في الله من لام أو لحى ... سواءٌ لديه لائم أو مُعَزّر