للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فهذا مختصر الناسك لأداء المناسك جمعت فيه أهم أمور الحاج، فجاء في غاية الاختصار، ووصيتي لمن وقع في يده إذا أشكل عليه شيء أن يسأل طلبة العلم من الحجاج، فعلم المناسك ولله الحمد معروف، ونسأل الله أن ينفع به جامعه ومستعمله وسامعه وأن يدخل الجميع في رحمته الواسعة، وصلى الله على محمد.

إذا عزم الحاج على السفر للحج، فليجتهد في الإخلاص لله تعالى ويتباعد عن الرياء (١)، ويختار نفقته من حلال (٢)، ويحرص على أداء الصلاة جماعة في أوقاتها، ويكف عن فضول الكلام والمزاح ويحتمل كلفة الرفيق، ويساعد الضعيف، ويعين المحتاج، ويطلب وجوه البر والإحسان ويكثر من الاستغفار، فعمل الحاج مضاعف كعمل في سبيل الله، وسفره سفر طاعة.

فإذا وصل الحاج إلى الميقات وأراد الإحرام أي الدخول في النسك، فالأنساك ثلاثة:

فإما أن ينوي الحج والعمرة، ويكون قارنًا، ويبقى على إحرامه حتى يرمي جمرة العقبة يوم عيد النحر، ثم يُقصِّر أو يحلق رأسه ويلبس ثيابه ويذبح هدي القِرَان.

وإما أن ينوي الحج وحده من الميقات، ويبقى على إحرامه حتى يرمي جمرة العقبة يوم عيد النحر، ويُقصِّر أو يحلق رأسه ويلبس ثيابه، ولا هدي عليه لأنه أحرم بالحج من الميقات ويسمي مفردًا.


(١) والسمعة وحيازة الألقاب، فالله سبحانه لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه، صوابًا على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
(٢) جاء في الحديث الذي رواه الطبراني عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (إذا خرج الرجل حاجًّا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز - ركاب من جلد - فنادى: لبيك اللهم لبيك ناداه منادٍ من السما: لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال، وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج الرجل بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى: لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام، وحجك غير مبرور).