والجد بغضبة مضرية، وقلب خالدي، وسلاح شاكي ملؤه التقوى والإيمان الخالص في خيمته ويرعي صبيته:
يا جرح قلب يكتوي بعذاب ... ناء عن الأوطان جد مذاب
بينا يرجى عودة محمودة ... ليعيش وسط خمائل وروابي
إذْ جاءت الأقدار عكس مراده ... أمرًا فظيعًا لم يكن بحسابي
قامت به أيدي العدو مجسدًا ... في طغمة الشذاذ غدر ذئاب
في الأمس واليوم الرهيب حقوقنا ... هدر بها التحكيم شر محاب
أنعيش في سمل الخيام تلفنا ... برد الذليل ولوعة المرتاب
وديارنا نهب لشذاذ الورى ... عرفوا بغدرهم مدى الأحقاب
شر البرية من يهود أنهم ... رجس بأوطان لنا ورحاب
(فلسطين) يا وطني العزيز وبغيتي ... من كل سهل في الدني وهضاب
قد هال قلبي ما سمعت مجلجلًا ... صوت الغياث يزيد في إلهابي
من كل (شبل) في قراك مكبل ... بالقيد رهن تساؤل وجواب
من كل شبر في ثراك مذهب ... يبكي على ملاكه الغياب
استشعر الهول المرير بغاصب ... واستنقل الخطو المشين النابي
فاستنجد الأبطال من أبنائه ... واستنهض الرواد من أترابي
لبيك، إني للفداء مسابق ... وعن البلاد مطارد الأوشاب
بالحق والدين الكريم محقق ... تصر الألى في همتي وطلابي
أبدًا فإني للفداء مجرد ... عزمي وسيفي الصارم القرضاب
استلهم الصبر الجميل وأفتدي ... في كل جارحة تعز صحابي
أماه كفي العذل عني إنني ... لنداء قلب خافق وثاب
متجاوب وعن القداسة ذائد ... وعن الديار مدافع بحراب
لا توهني عزمي لضعف أصاغري ... وحياة عيش قانع وشراب