إن العيال وإن تضاءل عودهم ... لا يخمدوا عزمي وهول غلابي
وجفون أوطاني تسيل قروحها ... وأعيش مطرودًا وتلك رحابي
أماه إنك والعيال تظلكم ... عين الإله وإن أطلت غيابي
وهناك لي في الدين أمة أحمد ... ردءٌ تجود بمالها لترابي
عطفًا وإحسانًا تراه تقربًا ... لله جاء بسنة وكتاب
هم إخوتي في الدين صانوا صبيتي ... وتعهدوا غرسي بغير حساب
وتسارعوا بالجود إيمانًا بما ... يرجو المجاهد من جزيل ثواب
وتضامن الدين الحنيف يسودهم ... أن التضامن حكمة الألباب
فتسابقوا للمكرمات تقودهم ... شيم الكرام وعزة الاحساب
وتبادروا بالمال عزمًا لفهم ... لتحيله لمدافع وحراب
ولسان حال الأمر منهم قائل ... وطن يعاد بقوة ورقاب
أحيوا الجهاد وجددوا أمجادنا ... أنتم طلائعنا على الأبواب
أماه، إني للفداء مسارع ... حتى أحقق فصل كل خطاب
عود حميد في حياة حرة ... تروى وقانعه مدى الأحقاب
فإلى الفداء حملت أعظم عدة ... أسطو بقلب الفاتك الغلاب
بالكف (قنبلة) وكف حامل ... روح الفداء مماثلًا أصحابي
حتى نعيد من العداة ديارنا ... ونردهم عنها بطعم الصاب
في موقف (حطين) نصب عيونهم ... ليروا (صلاحًا) في أجل أهاب (١)
الثأر فينا لا يموت وإن أتى ... جيش الخنا بالقتل والارهاب
فالأسد أحيانا ترى منقادة ... وتهاب في أشبالها والغاب
إن القدير بنصرنا متفضل ... وعواقب الباغين شر ماب
فنذرت نفسي للفداء مصمم ... ومشيت ضمن كتيبة الإنجاب
(١) أي صلاح الدين الأيوبي.