وأهم من ذلك أنّه وجد التقدير والاحترام، وبخاصة من مدير المدرسة كاتب هذه السطور - الذي هو أحد تلامذته كما سبق.
لقد كان انضمام الشيخ محمد الوهيبي مع طلابه إلى مدرستنا أمرًا مشجعا، بل مهمًا لأنه ضخم أعداد الطلاب فيها في وقت كان وجود الطلاب في المدرسة دليلًا على قوتها وصلاحيتها، ولكن الإقبال على التعليم في تلك العصور كان محدودًا.
وقد عانيت كثيرًا من تطبيق النظام المدرسي في أول الأمر على طلاب مدرسة أهلية هي أشبه بالكُتَّاب.
كان الشيخ محمد الوهيبي متدينًا حقًّا، ولذلك كان وجوده في المدرسة مهمًا عندي لأنه لا يأتي منه من هذه الناحية إلَّا خير، مع أن في مدرستنا طالب علم مجيدًا وإمام مسجد هو زميلنا وأخونا الشيخ عبد الكريم بن عبد الرحمن الفداء.
فكانت لنا جولات بطلها الشيخ محمد الوهيبي لاستطلاع المنطقة الجنوبية من ريف بريدة التي لم نكن نعرفها نحن لأننا من أهل شمال بريدة.
فكنا نذهب على أقدامنا للنزهات في أماكن بعيدة، إذ لم تكن توجد عندنا سيارات في أول الأمر، ولم تكن سيارات الأجرة معروفة، إلَّا سيارات النقل الكبيرة الغالية التي تعمل بين البلدان المتباعدة، وكانت بيننا على ضعف رواتبنا حلقات متصلة من العزائم، كل واحد يعزم زملاءه مع أن رواتب المدرسين قليلة، فهي في أول ما فتحنا المدرسة ٢٠٧ ريالات للمدرس و ٣٢٥ لمدير المدرسة، الذي هو كاتب هذه السطور، ولكن كانت هناك علاوات تسمى (علاوة الغلاء) قدرها ٢٥ % من الراتب، بالنسبة إليَّ كانت توجد (المتفرقة) وهي مبلغ من المال يفوض مدير المدرسة بإنفاقه على ما يرى أن المدرسة تحتاجه من الأشياء الصغيرة وهو (٧٠) ريالًا في الشهر.