وعندما عينت مديرًا للمدرسة المنصورية في بريدة عام ١٣٦٨ هـ طلبت منه أنا والشيخ صالح العمري أن يضم مدرسته لمدرستنا، وأن يكون مدرسًا عندي في المدرسة، فكان يرى في نفسه شيئًا مع أنّه سُرَّ من هذا التعيين الذي أراحه من عناء المدرسة الخاصة، ولكن كان لا يزال في نفسه أن يكون أحد تلامذته رئيسًا له.
ولقد سمعته مرة يقول العبد الله بن رميان حينما سأله عن حاله بعد انضمامه إلى مدرستنا الحكومية (أنا الآن بعد السيادة للقيادة) أي بعد أن كنت مستقلًا في مدرستي رئيسًا على التلاميذ فيها أصبحت مرؤوسا الآن.
ومع ذلك فقد حمد هذا الانتقال فيما بعد، وكان معه أخوه لأمه عبد العزيز الغانم يساعده في مدرسته الابتدائية فكان الشرط بيننا وبينه أن أخاه يعين مدرسًا كذلك وقد عُيِّن بالفعل واستمرا فيها طيلة بقائي فيها من عام ١٣٦٨ هـ إلى عام ١٣٧٣ هـ.
وبعد ذلك بزمن فتحت مدرسة السادة فعين مديرًا فيها.
عندما انضم الشيخ محمد الوهيبي وأخوه عبد العزيز الغانم إلى مدرستنا كان تحولهما من مدرسة أهلية (كُتَّاب) إلى مدرسة حكومية نظامية احتاج إلى فترة من التمرن والتعود.
وبخاصة أن الشيخ محمد الوهيبي هو أستاذي، وله حقّ الأستاذية وحق قدم العهد بالتعليم، إضافة إلى أنّه رجلٌ مسن يستحق الاحترام والإكرام.
ولكن لم تمض سنة أو تزيد حتى ذهبت المتاعب كلها ونشأت بين جميع المدرسين في المدرسة إلفة ومودة، وتعود الشيخ محمد الوهيبي وأخوه عبد العزيز الغانم على هذه المدرسة النظامية فظهر على الشيخ الوهيبي الارتياح لاسيما بعد أن انتظم تسلمه لراتبه الذي لا منة فيه لأحد عليه، وبخاصة مثل الشيخ محمد الوهيبي الذي هو كريم، يكثر من دعوات أصحابه وأصدقائه إلى بيته.