للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان عبد العزيز بن محمد الهاشل زارعًا في وهطان مقيمًا وحده لأن امرأته قد هربت منه، ولم يكن عنده إلَّا ثور أكثر من الثغاء طول الليل فقال:

يا ثور يوم إنك فضحتن بالأصوات ... راعيك من قبلك وحيدٍ عزوبي

في صُفةٍ ما غير فيران وسْحاة ... واسهر طوال الليل اركَرِّفِ جْنُوبي

قمت أتمنَّى لو عجوزِ مخَلَّاةُ ... ما فادني شغل السفيه اللُّغوب

يا ربعتي تمسكوا بالقديمات ... الصالحه منهنن وحَذرًا الخَنُوبِ

لو أنت حَدٍّ صار للذيب غيبات ... تقول: هالمره وعقبه نتوب

يضيع دينه لي حصل له قريشات ... تبي الوقافه مثل خطو الحلوب

وقال عبد العزيز الهاشل أيضًا وكان زارعًا في الطعمية:

زرعي غدا ما بين جرذي وعصفور ... وإلَّا النواحي نملة فارسيه

الزرع بأرضه ما بعد قام مسدور ... وأظن زرعة هالسنة فيقهية (١)

يا حظ مالي بك ولا أنيب مصخور ... هيا تبيَّن كان لك بي دعيه

وأصبَخ بروحه قال: والله ما أثور ... تَوِّك تحطَّن بالديار العذيه

مي القليِّب والمراصيع تنور ... وانا أن عقبته ضارب لي خطيه (٢)

لابوك من حظٍ تخلفت بحدور ... يا بارد الذرعان معَطَّل خويه

وايته بحيله، قال: تراك ماجور ... عطني سموحه لين عيد الضحية

وأتلاه يثر بي فليقات وكسور ... ممهون جدٍ صلقطن بالركيه (٣)

قال الحظ:

اللي دمر زرعك تراه أبو منغور ... فرقه إلى روَّح تقول: تْهَميه

ما يفيد مخيولك تبي زود ناطور ... تمكن زريعك ما غدا له بقيه


(١) أي: لا شيء.
(٢) القليب: قليب الطعمية، ماؤها عذب وصحيّ.
(٣) فليقات: جمع فليقة: تصغير فلقة، وهي الشجة في الرأس.