للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال: فبقيت وحدي وقلت:

عِزِّي (لأبو هاشل) حياته كسيفه ... بالبيت ما عنده شير يَسَلِّيه

هَجَّتِ فطيمه، وأتبعتها لطيفه ... كِلَّش يهون إلا العشا من يسَويِّه؟

تقول: أنا ما أبيك يا بو لفيفه (١) ... أبي رجيل لي ركبته يقول: أيه

أوَّل أسوِّي به سنواة العسيفه ... واللى تِمَرَّنْ فوقه الورك نلويه

وإلا أنت يا الشاكوش (٢) نفسك عفيفه ... السَّلْم الأول ما طرى لك تخليه

* * * *

يا رب تأخذ لي بعدلك نصفيه ... من سَبِّينا بالدِّين يا الله تخزيه

دنياك تخلف واشهد أنَّه مخفيه ... من قل ماله ما لقى من يحاكيه

وحدثني قال: كنا جماعة من المتعطلين عن العمل قبل هذا الخير العظيم الذي أصاب البلاد فعرض عليّ بعضهم أن يسلفني نقودًا اشتري بها ناقة احتطب عليها واسترزق بذلك.

فلما اشتريتها وأصحابي المفلسون يعرفونني بالفقر صرت وناقتي حديثهم فكانوا يكثرون من قولهم مستنكرين: (النقابي شرى ناقة) فقلت:

يا فاطري ما نطيع الناس ... الناس بالعرض همَّاقه

من ضاق صدره رفد له ساس ... قال: (النقابي شري ناقه)

ارجيه ولا من رجاه فلاس ... يدعي لنا المزن حَقَّاقه

عقب تشوف الخلا محتاس ... فيه الجماميل مشتاقه

وشلون لي زملق البسباس ... والروض سبحان خلَّاقه


(١) اللفيفة: اللحية.
(٢) الشاكوش: اسم السخرية باللحية.