وذكروا من أخلاقه أن أحد رجال أمير بريدة كان أمسك برجل معه بضاعة لأهالي بريدة، كما جرت العادة بأن يأخذ الرجل العامل نقودًا من الناس يسمونها بضاعة وهي مضاربة يبيع بها ويشتري ويكون الربح حسب الاتفاق بينهما، فإذا كان يأكل منها أي طعام نفسه ومن معه فإن الربح ثلثاه لصاحب الدراهم وثلثه له، وإن كان لا يفعل ذلك كان الربح في الغالب مناصفة بينهما.
فهذا رجل اشترى بالدراهم التي معه بضاعة للناس، وذهب إلى الكويت واشترى ببقية الدراهم بضاعة وهربها فلم يمر بها على المراكز الحكومية التي تأخذ منها الرسوم الجمركية، ولما قارب الوصول إلى بريدة عرف بها رجل الأمير وأبلغ به فصادر ما معه واشتهر ذلك عند الناس.
قالوا: وكان ناصر الهتيمي هذا قد أرسله أمير بريدة في مهمة إلى مكة المكرمة ورجل الأمير الذي أبلغ عن الإبل والمال المهرب جاء إلى مكة في مهمة فالتقي بناصر الهتيمي في المطاف في الحرم الشريف، ومد يده إلى (ناصر الهتيمي) ليسلم عليه، فقبض ناصر يده عنه، قال: لا أصافحك وأنت تعرف أن اللي مع فلان ماهوب له، وأنه لأجاويد فيهم أطفال ونساء يترزقون الله منه، ومع ذلك خليته يصادر ويجوعون أهله.
وهذه وجهة نظره، ولكنها اشتهرت في الناس وزادوا من الثناء على ناصر الهتيمي بسببها.