للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يا فاطري زينة الشَّلَّة ... هِجِّي لدار أبو مثعوبه (١)

الأجنبي بيته يدِلَّه ... لي جا يلتَّهْ بعرقوبه (٢)

يكثر الهيل بالدِّلة ... كم حايل صَفَط جنوبه (٣)

وكان ناصر المذكور في شبابه يتعشق امرأة من قومه اسمها (نورة) ولكنه كان يخفي ذلك ولا يبوح بسره إلى أحد، وهي كانت في الكويت وهو في بريدة، فأراد أخوه مطلق أن يثير كوامن نفسه ليتأكد مما ظنه من أنه مغرم بها فقال مطلق:

لي جيت نوره عقب يومين يا خليف ... قِلْ لَهْ تري ناصر يَعْمَل الزقاره

ويَوِّلعَهْ بعويد شخطٍ على الكيف ... ونَسيْك ياللي مثل ظبي الزباره

وكان ناصر يدخن فكسر الغيلون ونثر الدخان وقال:

يا راكب من فوق ضُمْرٍ مواجيف ... ما ريضوهنِّ يْحترنَّ الخْطَاره

الصِّبْح مَدَّنْ من طوارف هَل السّيف ... وحَطَّنْ على قفياتهن خَشم واره

فأنْ رَوَّحَنْ مثل النعام المواليف ... وتَّنَّحرات صوب خِلِّي وداره

قل له ترى عقب الغضى ما عَمر كيف ... وقل له ترانا ما شربنا الزِّقاره

وقد عرفت ناصر الهتيمي معرفة حقيقية في صغري لأنه كان نازلًا في غربي بريدة الشمالي إلى الغرب من مسجد ابن شريدة الذي يقع بيتنا إلى الشمال منه، وكان جميل الوجه طويلًا محبوبًا من الناس.


(١) أبو مثعوبه: الرعوجي لأنه يصب السمن على الطعام من مثعوبة عنده وهي إناء له خرطوم.
(٢) يلته: يضربها والمراد راحلته.
(٣) صفط: وضع، وجنوبه: جنوبها.