جاسر أو تلميذه فيما نقل عنه من مخالفته لآل سليم، ذكر الملك عبد العزيز بعض أفعال ابن عمرو، وبعض أحواله التي لا يرضى عنها.
قال إبراهيم بن شريدة فتأثر الشيخ ابن جاسر وأخذ الشماغ الذي يلبسه وقبض على طرفيه جاعلهما في رقبته تحت حنكه كمن يريد أن يخنق نفسه وقال للملك عبد العزيز:
يا الإمام، ماذا تقول يوم القيامة إذا أخذ ابن عمرو بك هكذا؟ بماذا تجيب ربك، إن عليك أن تستعد لذلك الجواب.
قال: ولما خرجنا من عند الشيخ ابن جاسر قال له أخي فهد الشريدة: يا طويل العمر: ألا ترى أن ذكر ابن عمرو عند الشيخ ابن جاسر ليس مناسبًا.
قال: وكنا نمشي فوقف الملك عبد العزيز والتفت إلى أخي فهد، وقال: يا ابن شريدة أنا أشهد الله على حب الشيخ إبراهيم بن جاسر، لكن ما يصلح إن أنا أغزل وغيري ينقض!
يريد الملك عبد العزيز بهذه العبارة معناها المجازي الذي معناه أنه يقرر شيئا ولكن الشيخ ابن جاسر وأتباعه ينقضون ذلك الأمر، بمعنى أنهم لا يوافقون عليه، وهذا دليل على أن السياسة قد دخلت في اتجاه الطرفين.
وهو أمر معروف ظاهر لمن تتبع هذا الموضوع.
وعلى ذكر الملك عبد العزيز آل سعود مع ذكر الشيخ ابن جاسر يحسن أن نذكر هنا أن الملك عبد العزيز أقر الشيخ ابن جاسر على قضاء بريدة فترة من الوقت في حكمه أي في حكم الملك عبد العزيز، فكان ينفذ ما يحكم به، بل كان يصادق عليه كما في هذه الوثيقة المؤرخة في ٥ محرم من عام ١٣٢٧ هـ.
وهذا التصديق كان في أسفل وثيقة سوف نصورها كاملة، في رسم (المهنا) في حرف الميم لأنها تتعلق بدين على الأمير حسن المهنا.