وكذلك إمامة الصلاة في المساجد، لأن الذي يعين أو يرشح لمثل هذه الوظائف هم المشايخ آل سليم وهم لا يعينون أحدا من أتباع الشيخ ابن جاسر لها.
وحتى الشيخ إبراهيم بن جاسر نفسه فلم يتعرض له الملك عبد العزيز بشيء، وكان محمد العبد الله أبا الخيل أمير بريدة آنذاك قد عينه قاضيًا قبيل تمرده أي أبا الخيل على الملك عبد العزيز، فلما تولى الملك عبد العزيز لم يسيء إلى ابن جاسر، ولم ينقض أحكامه، بل إنه صادق على بعضها كما سيأتي شاهد لذلك في رسم (المهنا) في حرف الميم.
وحتى عندما ولى غيره القضاء وهو الشيخ عبد العزيز بن بشر لم يضيق على الشيخ ابن جاسر، بل بقي على حاله عند الحكومة وعند الناس.
فكان الملك عبد العزيز آل سعود يزوره في بيته في بريدة كما يزور المشايخ إذا كان في بريدة، مع معرفة الناس جميعا أن منزلته عنده ليست بذاك.
ولكن للشيخ ابن جاسر منزلة كبيرة في نفوس الناس وبخاصة من العامة، ومن أناس كثير من الخاصة، ربما كان على رأسهم أو من رؤوسهم إبراهيم بن علي الرشودي أحد كبار جماعة بريدة، ويعتبر من تلاميذ الشيخ ابن جاسر، ومن أهم الذين يتظاهرون بالثناء عليه والدعاء له لا يتخفون في ذلك.
حدثني الوجيه عثمان بن عبد الله الدبيخي قال حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن الشريدة، قال: ذهبت أنا وأخي فهد الشريدة مع الملك عبد العزيز لزيارة الشيخ إبراهيم بن جاسر في بيته، فلما دخل الملك عبد العزيز عليه وكان أي الشيخ ابن جاسر جالسًا في صدر المجلس في غرفة الاستقبال القديمة (القهوة) عنده من يخدمه قام الشيخ ابن جاسر فأجلس الملك عبد العزيز في مجلسه وجلس هو بجانب الذي يصنع القهوة.
وقد تطرق الملك عبد العزيز إلى ذكر الشيخ ابن عمرو رفيق الشيخ ابن