وإنما سمه إن كان قد سمه أحد - عمره البالغ في ذلك الوقت ستًّا وتسعين سنة حيث توفي بعد ذلك بقليل عن سبع وتسعين سنة.
وقد عاصرت أتباع الطرفين في صباي وكانت الأمور تلك لا تزال غضة، وكان أتباع الشيخ ابن جاسر لهم اجتماعات ومذاكرات فيما بينهم، ولكن لا أحد يضايقهم في قول أو فعل، فلم تكن الحكومة تتابعهم - مثلا - فتسجن أحدًا منهم، أو تعاقبة، ولم يكن المشايخ آل سليم يحكمون على أحد منهم حكمًا واجب التنفيذ يطالهم دون غيرهم.
إلَّا أنه كان معروفًا للناس أن أولئك القوم من طلبة العلم هم من أتباع الشيخ ابن جاسر الذين يخالفون آل سليم أو لا يحبونهم، ولذا لم يكونوا يدرسون في حلقات العلم في المساجد على آل سليم ولذا يصح القول بأنهم انكفأوا على أنفسهم، وصاروا يتذاكرون فيما بينهم.
وقد حصلت على كتب عديدة مفيدة من عدد منهم بعد أن كبرت أسنانهم وعرفوا أن الزمن لا يعمل لصالحهم من أولئك الشيخ (عويد بن عبد العزيز العويد) وكان يعرف بالشيخ في ذلك الزمان على قلة من يحصل على لقب شيخ آنذاك و (علي بن محمد الخراز) الملقب (الظبَّيْ) تصغير ظبي.
والخلاصة أن الوقت الذي بدأت أعقل فيه مثل هذه الأمور عام ١٣٦٣ أو نحوه لم يكن من لا يعرف حقيقة الأمر، أو لم يحدثه محدث عنها يتصور أنه يوجد خلاف بينهم، لأن كل واحد منهم يتحادث ويتباحث مع الذين يميل إليهم ويرون مثل رايه.
ولكن لا أحد من أتباع الشيخ ابن جاسر يطمع في أن يولى وظيفة من الوظائف التي كانت موجودة آنذاك وهي القضاء في المدن والقرى الكبيرة والإرشاد رسميًا في القرى والهجر.