فذلك غير ممكن الوقوع لأن حائل لم تكن سنة وفاة الشيخ إبراهيم بن جاسر التي حدثت عام ١٣٣٨ قد صارت تحت نفوذ الملك عبد العزيز آل سعود لأنه لم يستول على حائل إلا في عام ١٣٤٠ هـ كما هو معروف.
وإنما الصحيح أن أهل حائل طلبوا من الشيخ ابن جاسر أن يقدم إليهم يكون قاضيا عليهم، وأن ابن خميس رئيس بلدة الخميسية في العراق كان قد استدعى الشيخ علي بن عرفج وجعله قاضيًا في بلدة الخميسية ولما توفي ابن عرفج كتب إلى الشيخ إبراهيم بن جاسر بأن يقدم إليه في الخميسية ليتولى القضاء فيها، وقد تأخر عليه الشيخ ابن جاسر في القدوم فعين فيها عبد المحسن أبا بطين.
فعندما وصل الشيخ ابن جاسر إلى الخميسية وجد أن أبابطين قد باشر القضاء فيها فعرض عليه أبابطين أن يتنازل عن القضاء ويتولاه الشيخ ابن جاسر، فامتنع ابن جاسر عن ذلك وسافر إلى الكويت حيث مرض وتوفي فيها عام ١٣٣٨ هـ.
وقد أوضح الشيخ صالح بن سليمان العمري موضوع طلب الشيخ ابن جاسر للقضاء في حائل فذكر أنه طلب للقضاء بحائل وظاهر أن الطلب كان من قبل حكام حائل الذي اعتقد أنه حدث في عام ١٣٢٨ فاستأذن الشيخ ابن جاسر من الملك عبد العزيز آل سعود بأن يأذن له بتلبية هذا الطلب لأن حائل لبس له عليها سلطان، ولكنه هو ولي الأمر بالنسبة إلى القصيم ويستطيع إذ أراد أن يمنع الشيخ ابن جاسر من السفر إلى حائل والعمل فيها.
أما سفره إلى الخميسية فقد ذكر الشيخ عبد الله البسام أنه عاد منه إلى بريدة ثم ذهب إلى الكويت لعلاج مرض ألم به فتوفي هناك عام ١٣٣٨ هـ.
ومن الشائعات التي كانت غذتها الخلافات بين الطرفين أتباع آل سليم وأتباع الشيخ ابن جاسر كون الشيخ ابن جاسر قد وضع له سم أي سمه أحدهم بغية قتله، وهذا غير معقول، إذ ما الداعي إلى تسميمه وهو قد بلغ السادسة