في العقيدة ورأى جواز الاستغاثة بذوات الأموات مع مسائل أخرى فشن عليه المخالفون غارتهم وأجلبوا عليه ولسوء الحظ لم توفق المشكلة لحسن حل يرى خطأه ويرجع عن فكرته، وآل أمر هذا الخلاف والشقاق إلى فتن ومحن يمتد لهيبها إلى عنان السماء تارة وتارة تهمد رمادًا، وما زال منذ أيام الأمير حسن بن مهنا حتى غاية هذه السنة وهو مصر على رأيه مظهرًا للخلاف، وله أتباع يؤيدون مذهبه ويشدون أزره.
غير أنه لما تبدأ طال آل سعود حماة الدين ونصرة الشريعة ضعف شأنه وانقشعت غمامة هذا الخلاف، وجمع الله المسلمين على يدي صاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل قام الشيخ المذكور يظهر الموافقة وكان قد تولى قضاء عنيزة في آخر ولاية عبد العزيز ابن متعب وتولى قضاء بريدة في أيام محمد أبي الخيل، ولا ريب أن أولئك الأمراء يقدمونه، وينتصرون لمقالاته، أضف إلى ذلك أنه كان متواضعًا وذا عطف على الفقير والمحتاج مع سخاء وكرم يتصدق بما يجد ويواسي وإن كان عن قلة.
إلى أن قال: ثم إنه دعا به ابن سعود إليه وأشار له بأن أهل حائل يريدون قاضيًا، وأنه يجمل به أن يذهب ليسد ذلك الفراغ والزم عليه أن يسير إلى تلك الجهات، فأجمع أمره وسار على مضض يريد بلاد حائل ومنها سار بلد الكويت فتوفاه الله بها (١).
وفي آخر كلام الشيخ إبراهيم العبيد غلط وهو كون الملك عبد العزيز أشار على الشيخ ابن جاسر بأن أهل حائل يريدون قاضيًا، وأنه يجمل به أن يذهب ليسد ذلك الفراغ، وألزم عليه أن يسير إلى تلك الجهات، فأجمع أمره فسار على مضض يريد بلاد حائل ومنها بلد الكويت فتوفاه الله بها.