وكان أتباع الشيخ ابن جاسر يسمون طلبة العلم الذين يتبعون آل سليم بالمغاليث: جمع مغلوث وهو المصاب بداء الكَلْب، يريدون بذلك أنهم يسارعون إلى الكلام في أعراض مخالفيهم ويشددون في الدين.
أما أولئك فإنهم كانوا يسمون أتباع ابن جاسر الضِّدَّ أي: ضد طلبة العلم، وقد أدركت ذلك بحيث كانت كلمة الضَّدِّ تعنيهم، ولا يسمونهم أتباع ابن جاسر إلا من باب التعريف بهم وشرح حالهم.
ومسائل مهمة:
وقيل إن بعض أنصار الشيخ ابن جاسر يقولون: لا يجوز أن يكفر من قال: (لا إله إلا الله) لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأسامة: ماذا تفعل بلا إله إلا الله؟ .
وظني أنه إذا صح ذلك فإن مرادهم به أنه لا يقتل من قال (لا إله إلا الله) ابتداء أي يترك له المجال حتى ينظر في أمره، فإن فعل أفعالًا تخرجه عن الإسلام عومل بمقتضى ذلك، وإلا ترك وشأنه.
وهناك مسألة ذكرها الشيخ إبراهيم العبيد في تاريخه ولم أجد من ذكرها غيره رغم كون طلبة العلم من تلاميذ آل سليم وأتباعهم كانوا يذكرون المسائل التي خالف فيها أتباع ابن جاسر وهي قوله في الشيخ إبراهيم بن جاسر: إنه يرى جواز الاستغاثة بذوات الأموات وهذه مسألة خطيرة من مسائل العقيدة، لا يمكن أن تهمل لمجرد الإهمال لو كانت حقيقة، قال الشيخ إبراهيم بن عبيد:
ذكر نهاية أمر الشيخ إبراهيم بن جاسر.
كان هذا قد جرى بينه وبين آل سليم مخالفات ومناقشات تستغرق بسطًا طويلا نذكره في غير هذا الموضع الأسباب، لكننا نشير هنا إشارة لطيفة، فإن الشيخ إبراهيم كان في بادئ أمره تلميذًا لآل سليم ثم بعد ذلك طرا له التوسع