وحادثة موت (الهلالي) هذا غريبة تتماشى مع معارف الناس في تلك الأزمان، وما يعتقدونه أو يعرفون من أمور الطب ونحوه.
وذلك أن سبب وفاته فيما يذكرون أنه كان كبير السن ولكنه كان قوي البنية اشترى سنة الجوع وهي سنة ١٣٢٧ هـ كتف بعير كامل من مقصبة بريدة وهي التي فيها دكاكين الجزارين، وحمله على كتفه، ولم يبال بستره عن عيون الناس، وإلَّا فإن الناس كانوا في تلك العصور يسترون ما يشترونه من اللحم عن عيون الناس لئلا يروه فيصيبونهم بالعين.
قالوا: وكان الناس محتاجين لقمة العيش وهذا الرجل يحمل لحمًا سمينا هو كتف بعير ربما يزن عشرين كيلو أو أكثر من اللحم الدسم، ويذهب به من بريدة إلى بيته بالصباخ ماشيًا على قدميه.
قالوا: فرآه الناس معه فأصابوه بالعين فمرض ولم يبق إلا أيامًا حتى مات.
ومنهم ناصر بن عبد الله الهلالي من الأطباء الشعبيين - كما يسمونهم - كان يكوي الناس ويطهر أولادهم من دون أجر.
وكان بعض الناس يراجعونه يسألونه عن أدوية للأمراض التي يعانون منها.
مات في ٥ رمضان عام ١٣٨٦ هـ. وقد ناهز التسعين، وكان ضخم الجسم، إلا أنه أقل من أبيه في هذا الأمر، وكان صافي اللون.
أكبرهم سنًّا الآن - ١٤٠٩ هـ - إبراهيم بن ناصر بن عبد الله بن ناصر النصار الناصر الحماد السالم، والهلالي هو عبد الله بن ناصر.
وإبراهيم عمره الآن - ١٤٠٩ هـ ٨٦ سنة، فهم من الحماد أقرب من إليهم من السالم هم النصار.