للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فقال الهلالي: جانا قعس البارحة من بيتكم معه قمع، وعرفت أن جصتكم فيها رتيبة.

والرتيبة: تصغير رتبة وهي الجانب من التمر، أصله أنهم كانوا يرصون التمر في الجصة رصًا شديدًا بالضغط عليه لئلا يدخله الهواء، فيسوس، وكانوا يضعون عليه الحصا الكبار الثقال بعد أن يفرشوا فوقه فراشًا من الخوص.

فإذا أرادوا أن يأخذوا من التمر حفروا حفرة بالمنقاث، وهو عود قوي محدد الرأس في جانب من الجصة ثم صار بأخذون منه بجانب الحفرة حتى يكون ذلك أسهل للأخذ من الجصة وهذه هي الرتبة.

قال: وعادة الناس أنهم إذا كان الزمن في (القعَدة) التي ذكرتها أقول أنا كاتب هذه السطور: القعدة بإسكان القاف وفتح العين ثم دال فهاء: من قعد يقعد عندهم أي ظل بدون شيء، فإنهم يعدمون التمر.

قال: فسكت الشيخ، وبعد صلاة المغرب كانت جاريته وهي عبدة سوداء مملوكة لهم تطرق بابنا وعلى رأسها قدر مملوء تمرًا طيبًا.

فقلت لامرأتي: شفتي إن الله رزقنا بسبب هذا القعس؟

وحدثني الأخ فوزان بن صالح الفوزان أمير خب القبر - سابقًا - قال: كان للهلالي ملك في الصباخ وقد أثر عن الهلالي كلام منه قوله:

لا تمتنع عن فتح الباب لأحد فقد يكون معه شيء يعطيك إياه، أو يكون معه خبر مفرح لك.

وكان يقول: لا تقلع أي نبتة من نبوت النخل حتى تتمر، وتعرف كيفية تمرها فقد تكون نبتة أحسن من المكتومية والشقراء التي هي نبتة في الأصل.