روى عنه الشاعر عبد الله بن علي الجديعي قصصًا وأخبارًا، ومنها هذه التي كتبها الجديعي وأعطاني إياها، وهي (قصة الذئب سرحان مع الرجل).
قال الجديعي:
هذا فهد ساكن في قرية من القرى الصغيرة وعنده زوجته وأولاده الصغار الذين توفيت أمهم وبقوا أيتام الأم، وفي يوم قال لهم والدهم إلعبوا وإذا خفتوا أغلقوا عليكم الباب وأنا أروح أجيب لكم لحم فرحوا أنه يجيب لهم لحم.
ذهب إلى البلد على أنه سيعود عليهم قبل المغرب، ولكن لم يتمكن من الرجوع إلا متأخرًا ويحمل على رأسه طعام، وكان في ليلة باردة.
فلما كان في وسط الطريق وإذا هو يسمع عواء ذئب قريب منه، ومن حسن الحظ معه سكين ولما سمع الذئب أظهر السكين من عفشه ومسكها في يده، وفي لحظات وإذا الذئب يتعرض له في طريقه، وكان يحمل عصًا غليظة عدا عليه الذئب وفي أول وهلة كسر إحدى يديه وطاح الذئب وضربه حتى مات، وقال هذه الأبيات التي لا يحضرني إلا قليلها:
يا ذيب ياللي ترعب القلب بعواك ... تبي العشا مني وانا لك قبيل
إن طعت شوري فأسكر لماك بلزاك ... اضرب سبيلك واتركن في سبيلي
انا وراي ايتام يا ذيب شرواك ... تبي العشا مني وهي تحتري لي
التفت على الذئب وقال: أتعشاك ... واعيالك الأيتام ما هم دليل
يكفلهم الجيران وإلا دناياك ... لكن تشهد دامي اشدد لحيلي
قلت: أتعقب يا الذئب وانا اتحداك ... ادواك عندي يا الخبيث الغليل
إقصر عواك ولا إتهقويك يمناك ... انا دون روحي وانت ترجع ذليل