وأقول: الحوطة معروفة في خب الشماس، وكانت من أحسن النخل والفلاحات فيه وأكثرها عمارة، وقد ملكها جد والدي عبد الكريم بن عبد الله بن عبود، وأوقف فيها ١٤ نخلة، وبيعت في تركة اشتراها ابن عثمان.
هذا إذا كانت هي المقصودة بـ (حوطة السابق) مع أن الحوطة التي ذكرتها لم أسمع من وصفها بذلك، وإنما كان يقال (الحوطة) فقط.
مما يدل على أنها غيرها، وقد ذكر هنا أنها في الشماس، والمراد به خب الشماس كما قلت، وليس بلد الشماس التاريخي، ذلك كان حجيلان بن حمد أمير بريدة، قد نفى أهله عنه في عام ١١٩٦ هـ وصار خرابًا قبل كتابة هذه الوثيقة بنحو سبعين سنة، على وجه التقريب.
وقد أدركت مرقبه المعروف بمرقب الشماس.
وثمن المبيع خمسة وثلاثون ريالًا يشمل البيع ما فيه من نخل وأرض وأثل.
ثم ذكرت الوثيقة حدوده وأنَّه يحده من الشمال دار زهير، ومن قبله النفود ومن شرق جدار محمد الصالح.
وهذا يدل على أن هذا الملك المبيع غير الحوطة القديمة تلك اشتراها محمد الصالح (أبا الخيل) المذكور جواره هنا وهو محمد بن صالح بن حسين أبا الخيل أخو الأمير مهنا بن صالح أبا الخيل.
ومع قلة الثمن بالنسبة للمبيع وأهميته فإنه ليس كله نقدًا حاضرًا وإنما بعضه مؤجل الوفاء، وإنما المبلغ المقبوض منه عند عقد البيع هو عشرة أريل والباقية وهي خمسة وعشرون ريالًا مؤجلة، منها عشرة أريل يحل أجل وفائها في طلوع شهر عاشورا آخر سنة ست وستين بعد المائتين والألف.