والطريف أنهم سموا ابن عمه أيضًا الذي ليس فيه تلك السلعة، وهو يقول: كيف يا أهل بريدة تكون السلعة في ابن عمي وتسمونني أنا بها، وأنا ما في تلك السلعة.
وقد بقيت تسميتهم بذلك زمنًا، ثم تركت حتى نسيها الناس أو كادوا.
وكان لبدء مجيئهما لبريدة واستقرارهما فيها قصة حدثني بها أبي رحمه الله عن ناصر أحد الرجلين اللذين جاءا، وهو والد جد الدكتور حسن بن فهد الهويمل الأستاذ الجامعي والأديب المؤلف المعروف وهو الآن رئيس نادي القصيم الأدبي منذ دهر.
قال: قدمت أنا وابن عمي من رغبة إلى بريدة ليس معنا شيء من عرض الدنيا، ولا نعرف أحدًا، ولا يعرفنا أحد، ولكننا شبان أقوياء مستعدون للعمل.
قال: فأنا أول ما جئت ضَمَّيْتَ أي صرت صبيًّا وهو العامل المستمر في العمل الذي لا يقتصر في عمله على عمل معين في الفلاحة، ونحوها، ويكون إطعامه على صاحب العمل.
قال: وكان عملي عند (العمر) أهل المريدسية بأجرة وهي ريالان في الأشهر الستة، أي أربعة ريالات في السنة، على أن يكون الطَّعام عليهم كما هي العادة في العمال الذين يقال لهم عمال جازة، والجازة هنا هي إطعام العامل.
قال: فبقيت عندهم سنة ونصفًا حصلت فيها ستة ريالات، فعزمت على هجر العمل أجيرًا في الفلايح، وعزمت على البيع والشراء مبتدأ بهذا المبلغ الضئيل الذي معي، واستأجرت دكانًا صغيرًا في بريدة، وصرت أبيت فيه أيضًا، لأنه لم يكن يوجد لديَّ بيت.
قال: وكان أحد الذين لا يخافون الله قد عرف بوجود الدراهم الستة، معي وعرف أنها لابد من أن تكون في الدكان، لأنه ليس لي مسكن غيره، وعندما