ذهبت لصلاة الفجر قض ما حول المجرى وهي مغلاق باب الدكان لأنه من الطين ودخله وأخذ دراهمي الستة كلها.
قال: فعدت إلى العمل عند (العمر) في المريدسية لمدة سنة أخذت أجرتي فيها وفتحت بعد ذلك دكانًا صرت أبيع فيه بالدلالة لبعض الفلاحين ما يجلبونه إلى بريدة من ناتج فلاحتهم.
وهكذا قليلًا قليلًا حتى رزقني الله.
قال والدي رحمه الله، وقد حصل بعد ذلك على ثروة جعلته يداين الفلاحين.
وأما ابن عمه فإنه صار يعمل عند أناس لا نعرفهم حتى حصل على ثلاثة أريل فنصحه أحد أصدقائه من أهل بريدة أن يتزوج ببنت من بيت (المرشود) وقال: هذه فلانة عند والدها ابن مرشود وهي بنت البيت بمعنى أنها تجاوزت مرحلة المراهقة وطيش الشباب، إذ عمرها يزيد قليلًا على العشرين.
قال: فذهب الرجل وخطبها لي من والدها فوافق على ذلك، ودفعت مهرها ريالين لأنني لا أستطيع أكثر منهما.
قال: ودخلت عليها، وقد صادفت طبيعتي طبيعتها من أول وهلة.
وفي الليلة التالية سألتني عن الصنعة التي أتعيش منها؟ فقلت لها: إنني لا أصنع شيئًا، فرفعت الوسادة التي كنا نائمين عليها وأخرجت ريالًا فرنسيًا من تحتها، وقالت: أنت دفعت سياق لي أي مهرًا ريالين شرعي أبوي لي ثوبًا بريال منهما، وأعطاني الآخر وقال: يابنيتي هذا بقايا مهرك، خوذيه، لأنه لا يجوز لي أن آخذه.
ثم أعطتني الريال قائلة: إذا صار الصبح إن شاء الله اشتر لي بها الريال درايج صوف وهي جمع دريجة والمراد بها خيوط من الصوف الحسين كانت الأعرابيات خاصة يغزلنها من صوف غنمهن ويبعنها في المدن.