- لست من السذاجة والبدائية بحيث أرتبط بالمسميات، (الحداثة) مصطلح غربي له مفهومه ومقتضياته ومحققاته، فإذا كانت الحداثة كما هي عند الغربيين الذين أنشأوا المصطلح ورضوا بأن يكون كما هو في تنظيرهم وإبداعهم، فإنني ضدها لأنها تصادم القيم الأخلاقية والفكرية والقيم العربية والإسلامية، وإن كانت الحداثة قد أفرغت من محتواها وأريد منه التجديد والابتكار والتحديث مع احترام الثوابت والهوية والخصوصية والحضارية فنعم هي، ولكن أين الذين يفرقون بين هذا وذاك؟
أما (البعديات) فمصطلح فرضي لا يتحقق في الواقع، ومن ثم فإن أصحاب هذا المصطلح (ما بعد الحداثة) و (ما بعد البنيوية) لم يستطيعوا تحويله إلى مصطلح جامع مانع، وخصومي للحداثة والحداثيين لا يجهل قيمها الإيجابية، ولهذا جاء كتابي:(الحداثة بين التعمير والتدمير) وكلمة (التعمير) إبراز للجوانب الإيجابية، وكلمة (المعاصرة) لا علاقة لها بالفن والمضمون، هي توصيف زمني فمعاصرة الأمس قديم اليوم، ومعاصرة اليوم قديم الغد، فلا علاقة للمعاصرة بالفن واللغة والمضمون، (بشار بن برد) و (أبو نواس) من المحدثين، ويسمون معاصرين في وقتهم.
- أنت الآن في مرحلة تأمل للمنجز الشخصي:(الهويملي) إذا صح التعبير؟ ما هي أبرز قسمات هذا المنجز؟
- لا أستطيع الاستئثار بتوصيف ذلك شأن المتلقي، ولكنني أزعم أنني حريص على الرحيل بالموروث دون الرحيل إليه، أود تشكيل ثقافة عربية تمتص رحيق الثقافات لتذيبها ولا تذوب فيها، أؤمن بالتفاعل وأنكر براءة أي نص من التأثر، الحضارات عندي تتوارث وتتقارض ويأخذ بعضها من بعض، منجزي إن كان يستحق الذكر يقوم على مركز الحضارة الإسلامية النقية كما هي في الكتاب والسنة.