وقد تردد اسم (يحيى الكردا) كثيرًا في الوثائق والمعاملات التي يكون طرفًا فيها أو شاهدًا عليها واستمر ذلك لأكثر من ستين سنة حسب ما رأيته، وقد نقلت أكثر ذلك في مواضعه من أسماء الأسر التي كتبت لها الوثائق أو شهدت فيها.
ولذلك يصعب عليّ متابعته هنا.
كما أنني نقلت بعضها في رسم (الكردا) في حرف الكاف، وذلك لورود الاسم في الوثائق، وكون الذي يطلع عليها لابد له من أن يتساءل عن (الكردا) هذا لأن هذا الاسم لهم نسبي كما قدمت.
من ذلك هذه الوثيقة الواضحة الخط والأسلوب، لأنها بخط كاتب حسن الخط هو لبيدان بن محمد (البيدان) كتبها في ٢٧ ربيع سنة ١٢٦٩ هـ.
وهي مدينة بين يحيى بن محمد الكردا وبين محمد آل عبد الرحمن الربدي.
والدين فيها ألفان وستون وزنة تمر منه ستمائة وزنة موجلات يحل أجل الوفاء بها في المحرم افتتاح سنة ١٢٧١ هـ. والباقي حالّ أي واجب الأداء حالًا، فليس بمؤجل وأيضًا تسعمائة وخمسة وستون صاعًا برًا نقيًا، ومائتا صاع شعير البر حالّ، والشعير مؤجل يحل في رجب عام ١٢٦٩ هـ.
وأيضًا أربعة وأربعون ريالًا ونصف ريال سلف بمعنى أنه ليس فيها ربح للدائن وهو الربدي وليس لها أجل معين كما هي حال السلف الذي هو القرض الحسن.
وكما تنوع الدين تنوع الرهن به فهو نخله في وهطان جذعه وفرعه، ومعنى ذلك أن يحيى الكردا كان يملك هذا النخل، ولو كان فلاحًا فيه يملك غيره أصل نخله لما كان الرهن لجذعه وأصله بمعنى أصل النخل.