والدمع لا يرقى جوى وكأنما ... مدت عيون الناس من مزن همى
ماذا جرى؟ أم هل أصدق قيلهم: ... رحل الإمام؟ ! فيا له خطب نما
ماذا جرى؟ أحقًّا يُوارى في الثرى ... نجم الثريا؟ ! فالفؤاد تحطما
حقًّا توارى البدر بل شمس الهدى؟ ! ... حقًّا هوى الباز المحلق في السما؟ !
عبد العزيز .. فديته لو يُفتدى ... بل كنت أفدي والدي أن يُكلما
فإذا وفود المسلمين تهافتت ... من كل صوب جُلهم قد أحرما
وبدت جنازته المهيبة فاعتلى ... صوت النحيب على المنار تهدما
وتموج من فرط الزحام ولم تكد ... تصل المقام إلى الإمام ليُحرما
صلوا عليه فلو رأيت صلاتهم ... سُبك الدعاء توجعًا وترحما
ويسير نحو "العدل" موكبه فسل ... تلك الفجاج تحدثنك تألما
ومكثت ألحظ رمسه متأملا ... لهفي عليك حبيب قلبي أسلما
شيخي وشيخ مشايخي علم الورى ... ماذا عسى شفتاي أن تتكلما؟ !
لما هممت أبوح بالشجو الذي ... أدمى الفؤاد إذا اللسان تلعثما
وتعثرت هام اليراع بأحرف ... مزجت بدمع .. أوشكت أن تحجما
ماذا أقول؟ ! وقد بكته مساجد ... فمحاضرًا ومربيًا، ومعلما
ماذا أقول؟ ! وقد بكته مرابع ... للعلم كان لها الهمام الأعظما
ماذا أقول .. ؟ وقد بكته منابع الأثر ... الفقه والإفتاء موثل ذي الظما
ماذا أقول؟ ! وقد بكته مجالس ... الشريف معلقًا ومتمما
ماذا أقول؟ ! وقد بكته مواقف ... للذكر لا ينفك فيه متمتما
ماذا أقول؟ ! وقد بكته مناصب ... قد كان فيها الفارس المتقدما
ماذا أقول؟ ! وقد بكته مراكز ... شرفت به لم يتخذها سلما
ماذا أقول؟ ! وقد بكته بيوته ... في كل صقع .. كالصغير تيتما
تبكي أصيلًا في العبادة والتقى ... تبكيه ليلًا ساجدًا أو قائما
تبكي جوادًا قد يعز نظيره ... تبكيه بلآي الكريم ترنما