ووجدت لراشد لدريبي أحفادًا وحفيدات لهم وصايا مهمة كأنما أخذوا ذلك من محمد بن راشد والدهم وتبين منها أنهم كانوا ميسوري الحال لأن لهم مثل هذه الوصايا التي منها أملاك من النخيل والأراضي الزراعية.
والنخيل هي أغلا أنواع العقار وأنفسه عندهم، ولذلك تجدهم يوقفون النخيل أكثر مما يوفقون العقارات الأخرى، برغم كون النخل يحتاج إلى سقي وعناية وخدمة، ولكنه يجد ذلك ممن لا يملكون نخيلا، وإنما يفلحون نخيلًا لغيرهم بجزء من ثمرته حتى يستفيدوا بل حتى يعيشوا مما يحصلون من ثمره هم وأسرهم، وهم يستفيدون من النخيل ثمرتها المباركة وهي التمر، ولكنهم يستفيدون منها أيضًا فوائد مثل الحطب من عسبانها وجريدها والسفيف من خوصها الرطب، بل إنهم كانا يصنعون من الخوص الرطب حصرا وحتى النعال التي يستعملونها في البيت.
كما يستفيدون من عراجد النخلة وهي التي يكون التمر في شماريخها فيأخذون العرجد، وينقعونه في الماء ثم يضربونه بمرازب الخشب التي يسمونها الكوابين، واحدها كابون يصنعون منه الحبال القوية التي يسمونها أرشية جمع رشاء وأربطة ونحوها.
وقد وجدت لأحد أحفاد راشد الدريبي واسمه سلميان بن محمد بن راشد، وراشد هذا هو الدريبي.
وقد استفدنا ذلك مما عرفنا من حاله ومن شيء مهم آخر وهو أن ذريته وفيهم رجال ... عارفون إذ يعرفونه ويعرفون بقية أحفاد راشد الدريبي ويتصرفون في وصاياهم طبقا لما أوصى به.
بدأ سليمان بن محمد بن راشد الدريبي وصيته بالمقدمة المعتادة ثم ذكر أنه أوصى بثلث ماله بأعمال البر مقدم فيها أربع أضاحي دوام أي مستمرة أبد الدهر له بنفسه أضحيتان ولوالديه كل واحد أضحية.