للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأوصى لوالديه بحجتين، ثم أوصى بشيء غير مألوف في الوقت الحاضر، ولكنه كان معروفا مألوفًا في القديم وهو عتق العبد المملوك وقد ذكره هذا بصفة التذكير عبد، مع أن العبد اسم جنس قد يشمل العبدة وهي المراة المملوكة.

ومن الطريف أنه ذكر أن ثمن العبد ثلاثون ريالًا فصح أن ثمنه لا يبعد كثيرًا عن ثمن الناقة فهذا الثمن يعادل أو يقارب ثمن ناقة ونصفًا في زمنه الذي هو عام ١٢٦٦ هـ.

وهذا رخص متناه.

وأكثر من ذلك طرافة أنه ذكر أنه إذا وجد عبد ثمنه أقل من ثلاثين ريالًا فإنه يكون للعبد يعتق عليه، وذلك أن قومنا من أهل نجد كانوا اعتادوا إذا أرادوا عتق عبد أن يعطوه شيئًا ينفعه في حياته الجديدة حياة الحرية، لأنه وهو عبد مملوك تكون مؤونة عيشه على أسياده الذين يسمونهم أعمامه، فإذا تحرر صار مسئولًا عن نفسه.

وقد عهدنا بعضهم يعتق العبد على أثلة أو نخلة مما يبقى له، كما أوصى بمائة وزنة لمسجد الجديدة منها ستون وزنة للإمام عشرون وللمأذنة، والمراد المؤذن الذي يقوم بالأذان في المسجد عشرون وللسراج والدلو عشرون، والسراج هو سراج المسجد والدلو هو الذي يستخرج به الماء من البئر من أجل الوضوء للصلاة ومسجد الجديدة هو الذي عرف بعد ذلك بمسجد ناصر إضافة إلى إمامه ناصر بن سليمان بن سيف الذي صار يؤم فيه سنين طويلة وهو أقرب المساجد إلى الجامع من جهة الجنوب، وقبل ذلك كان بعضهم يسميه مسجد الجردة، وقد هدم وأدخلت أرضه في السوق المركزي لبريدة.

ثم قال: وأربعون (وزنة تمر) للجامع للمؤذن عشرون وللسراج عشرون.

ثم قال: ومائة وزنة لفقراء أقاربه أي أقارب الموصي وهو سليمان بن