ومن دلائل الثراء العريض الذي كان يتمتع به حمد بن جاسر - والد الشيخ إبراهيم - الوثائق بالمداينات التي كان يتعامل بها ومنها هذه الوثيقة التي لا يعرف أهميتها إلَّا من عرف أحوال الناس في تلك الأزمنة وقلة النقود، وشح الطعام عندهم.
وهي أنموذج من ثراء حمد بن إبراهيم الجاسر والد الشيخ ابن جاسر.
ونحن نورد هنا وثائق عن مداينات الثري حمد بن إبراهيم الجاسر على العادة التي اعتدناها بأن ندلل على ما نقول بإيراد الوثائق المكتوبة لأنها المصدر الوحيد لما يتعلق بالتاريخ لرجال المنطقة في تلك العصور، إذ لا توجد مصادر مكتوبة تتحدث عنهم إلا كلمات متفرقة مبتورة خصوابها الحكام والعلماء والشعراء.
وتدل تلك الوثائق على مبلغ الثراء لدى حمد بن جاسر بالنسبة إلى ثروات الناس في عصره وهو النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري.
فواحدة تذكر أن له دينًا على أحدهم بمبلغ عشرة آلاف ومائة وخمس وسبعين وزنة تمر وسبعة وخمسون ريالًا (فرانسيا).
وهذا مبلغ كبير كما يعرفه من استقراء حالة الناس في ذلك العصر، وثانية: تذكر أن له دينًا عند أحدهم هو أحد عشر ألفًا وخمسًا وخمسين وزنة، تمر ومن الدراهم - أي الريالات الفرانسية الكبيرة مائة وستة وسبعون ريالا، وهكذا.
ويكفي عرض صور تلك الوثائق عن التعليق عليها لأن معظمها لحسن الحظ مكتوب بخطوط واضحة مقروءة لمن اعتادوا على قراءة الخطوط القديمة.
وإلى جانب المداينات وثائق تتعلق بشراء حمد الجاسر أملاكًا من عقارات ونخيل وهي أهم العقار المملوك عند أهل تلك الفترة من الزمن.