البكيرية في موضع اعتبر مناسبًا لأهل بريدة والرس ولكنهم عندما اجتمعوا لم يبدؤوا بحثهم في انتظار حمد بن جاسر - والد الشيخ إبراهيم - الذي يخرج من يريده وقد حضر الاجتماع أمراء وكبار من أهل القصيم وفيهم طرفا النزاع أمير الرس وكبار جماعته، ومن أهل بريدة كبارهم.
فلما بدا لهم أن عقدهم قد اكتمل طلبوا أن يبدؤا البحث فقال أهل بريدة: لننتظر حتى يصل (حمد الجاسر) وطال انتظارهم فلم يصل في ذلك اليوم وتواعدوا على الاجتماع في اليوم بعده، وبعد أن انقضى جزء من الوقت حضر (حمد الجاسر) وكان يعرج لأن رجله كسرت في الحرب وعندما جبرت قصرت عن الرجل الأخرى.
فتعجب أهل الرس وقال أحدهم: كيف نتأخر عن الكلام البارحة وأول هذا اليوم من أجل هالعرج؟
فسمعها أحد أهل بريدة وأسرها لحمد الجاسر الذي تكلم بغضب قائلا: إنتم يا أهل الرس ذبحتوا جماعتنا وأخذتم مالهم، ولا نرضى منكم إلا أن تعيدوهم للحياة، أو نحاربكم ثم نهض وترك الجميع في دهشة، وفشل الاجتماع لهذا السبب.
وقد عزم أهل بريدة على غزو أهل الرس لما ذكروه ومع أهل بريدة أهل القصيم كلهم إلَّا عنيزة وما يتبعها، إلَّا أن الذي عجز عنه الأمراء والكبراء من الصلح بينهم نجح فيه العلماء والمطاوعة فاجتمعوا على أن يجلسوا جميعًا أهل الرس وأهل بريدة أمام قاضي بريدة الشيخ سليمان بن علي بن مقبل وما حكم به الشرع الشريف في هذه المسألة ينفذه الجميع.
وقد تم ذلك بالفعل وأصدر الشيخ ابن مقبل حكمًا شرعيًّا بذلك كتبه الملا عبد المحسن بن محمد السيف الذي هو معروف أنه كان من أرباب الخطوط المعتبرة وسيأتي نقله في ترجمة الشيخ ابن مقبل.