وحتى من قد يسمون بمشايخ منهم العوام على ذلك فيسمون الأسود عبدًا، كما يسمون الحر الذي كان مس أجداده رق عبدًا، مع كون أجداده الأرقاء قد عتقوا من الرق ومن العبودية.
والأفظع من ذلك أن يقول الجهال من العوام عن شخص إنه عبد مع أنهم لا يعلمون أنه مس آباءه أو أجداده رق قبل ذلك، وأن يتابعهم على ذلك بعض طلبة العلم.
وهذا افتراء لا يجوز أن يصدر من أي مسلم فكيف به إذا صدر من طالب علم.
وهو مخالف للتأدب بالآداب الإسلامية، إذ جاء في الحديث الشريف النهي عن تسمية المملوك حتى في وقت رقه عبدًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يقل أحدكم عبدي وأمتي، ولكن ليقل فتاي وفتاتي.
وهذا مع وجود الرق والأرقاء، أما في هذه الأزمان الأخيرة فإنه لا يوجد عبيد أصلًا، ولا يوجد رق وبالتالي لا يوجد من يوصف بحق أنه عبد.
وجاء ذكر عبد الله (آل جالس) من هذه الأسرة في تاريخ ابن عيسى المسمى (عقد الدرر) وقد وصف فيه عبد الله آل جالس بأنه من موالي بني عليان وهذا صحيح فيما هو معروف عندنا، وإن لم يكن لذلك سند مؤثق، قال في حوادث سنة ١٢٩٤:
وفي هذه السنة وفد حمد آل غانم، وإبراهيم العبد المحسن من آل أبو عليان رؤساء بريدة في الماضي ومعهم عبد الله آل جالس من مواليهم على محمد العبد الله بن رشيد، فبلغ الخبر حسن المهنا أمير بريدة، فأرسل سرية يتطلبونهم، فوجدوهم في الموضع المسمى بقرية راجعين من عند ابن رشيد يريدون عنيزة فقتلوهم (١).