للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد أنجبت أسرة الجالس هؤلاء رجالًا سجَّل التاريخ ذكرهم لشجاعتهم ولقربهم من آل أبو عليان مواليهم الذين كانوا هم أمراء بريدة لفترة طويلة من الزمن.

فمن آل جالس الذين سجل التاريخ المكتوب أسماءهم سعدون بن سرور آل جالس، كان أحد الرجال الاثني عشر الذين هجموا على بريدة لقتل مهنا لصالح أبا الخيل أميرها الذي أخذ الإمارة منهم كما يقولون، وإن كان الذي ولاه عليها هو الإمام فيصل بن تركي آل سعود الذي له السلطان العام على نجد ومنها القصيم.

وقد ذكر المؤرخون ومنهم عبد الله بن محمد بن بسام في تحفة المشتاق أسماء الاثني عشر رجلًا الذين هجموا على بريدة، وقتلوا مهنا الصالح وأرادوا الاستيلاء عليها، وذكر منهم حسب تعبيره (العبد سعدون بن سرور آل جالس) (١).

وهذا تعبير سقيم بعيد عن المصطلحات الشرعية وعن الآداب الإسلامية فالمذكور ليس عبدًا مملوكًا.

ومن المعروف أنه لا يجوز إطلاق صفة (العبد) إلا على الشخص المملوك الذي لا يزال رقيقًا، فإذا عتق زالت عنه العبودية، ولم يجز أن يوصف بأنه عبد، لأن ذلك غير صحيح، وفيه تعيير له بعبودية مجبور عليها، وليست على أساس شرعي.

أما إذا أريد بذلك أن والده أو جده أو حتى جد جده كان عبدًا مملوكا، فإن صفة العبودية لا يصح أن تطلق عليه، لأن ذلك غير صحيح لزوالها عنه، وإنما كان علماؤنا الأوائل يعبرون عن مثله بلفظ (مولى)، جمعه (موالي) ولكن هكذا العوام يسمون الأسود عبدًا، وإن كان حرًّا، بل وإن كان لم يجر عليه ولا على آبائه أو أجداده رق، ولم يستعبدوا قط.

والسيئ ليس هذا في حد ذاته - على سوءه - وإنما أن يتابع طلبة العلم


(١) تحفة المشتاق، ورقة ١٥٤.