للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وذات يوم أتته بنته تصيح: أكثر من ثمانين جمالًا (١) نزلت الأرض فقال لها بشرك الله بالخير إنها ستعيننا على العشب فهو صعب وقال لها حين يضعون الأحمال خبريني فجاءته بعد ذلك تخبره، فذهب إليهم وهو يقول: أنا حارس عليها، ما الذي آتي بكم هنا؟

فتجمهروا عليه فطاردهم حتى أخرجهم جميعًا تاركين الإبل والأحمال ولما شكوا أمرهم للأمير ابن مهنا، تحسس الأمر، ولما عرف حقيقته أثنى على جالس الشجاعته، وأثب الجمالين ووبخهم وأخجلهم ويقال إنه سود وجوههم.

والد الجالس مع قطاع الطرق:

كان يعمل ساعيًا للتجار بين الكويت والبصرة يوم كانت العراق خاضعة للترك، وكان الولد يهرب الذهب ويبيعه بثمن عال، وذات مرة قبض عليه قطاع الطرق فقال لهم انتظروني غدا وأنا عائد من البصرة بحمل من الذهب فقالوا: تخدعنا ولكنه أمنهم وعاهدهم وطمأنهم قائلًا لقد سئمت خدمة التجار وأنا أحب البدو لأنني كنت أخدم عندهم قبلًا وفي ميعاده وصلهم فصدقوه واطمأنوا له ولكنه في نيته أن يتخلص منهم بطريقة بارعة.

وقد وقع لقطاع الطرق فريسة تاجر سرقوا ماله ومتاعه وناقته التي ذبحوها فأخذ منها ولد جالس قرابة ٥٠ كيلو جرامًا حملها على كتفه فسأله قطاع الطرق إلى أين؟ فقال: إلى أولادي لكنه لما بعد جروا خلفه على إبلهم وعبثًا حاولوا اللحاق به فقد اختفى بين خيام بدو ضاربين في الطريق وتاهت معالمه.

انتهى كلام أبو طامي.


(١) لعل المراد ثمانية جمال.