تراها مخيره، وذلك أن الكلب يشبع من جيف الدواب التي تموت في أيام العسر ولياليه وهي الزمن الذي يعم فيه الجدب وتموت فيه الدواب.
وفي المقطوعة الثانية في بيتها الأول أن الشاعر ذكر أنه نط روس الحمامير جمع حمراء والمراد بها الكثيب الأحمر الواقف من الرمل.
وصبيت صوتين: تثنية صوت أي أنه صَوَّت بأعلى ما يستطيع، والمظاهير هي التي تقدم شرحها، والدق بكسر اللام: الدقيق من الأمور.
وقوله في البيت الثالث:
جان الخبر يوم انت تطلي الشواعير
هذا من قولهم طلا فلان يطلاه، أي سبه سبًا بليغًا مقذعًا وهي كلمة فصيحة، ذكرتها في معجم (الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة) الواقع في ثلاثة عشر مجلدًا.
وقوله في البيت قبل الأخير: بالك تبين للهوى والمعاصير، هذا مجاز وكناية عن التصدي لهجاء الشعراء الكبار الذي لا يقوى على مجاراتهم في الشعر والهجاء إلا شاعر كبير.
وفي الأبيات الأخرى استعارة أخرى بليغة لا يعرفها أكثر المعاصرين من القراء وهي قوله: إن كان دليك ما تنزف مصرى البير.
فالدلي: جمع دلو وهي التي يؤخذ بها الماء من البئر، وتنزف صري البئر: تخرج الماء الآسن فيها من قولهم: بئر صارية بمعني متروكة من زمن طويل لم يؤخذ منها الماء لذلك صارت صارية، وهذه أيضا لفظة فصيحة قديمة ذكرتها في المعجم المشار إليه.