ووثيقة أخرى مهمة جدًّا في ذلك العصر، ومن أهميتها لنا أنها أوضحت اسم والد الجدعان رأس أسرة الجدعان هؤلاء، وأنه جدعان بن سعيد.
وتتضمن مبايعة بينه وبين مهنا بن صالح آل حسين الذي صار بعد ذلك أمير القصيم لنصف ملك جدعان المعروف بالخضر، مما يدل على شهرة جدعان ونفاسة ملكه، حتى إن نصفه بلغ ثمنه مائتين وخمسين ريالًا فرانسة، وهذا مبلغ كبير جدًّا بالنسبة إلى أقيام العقارات، وحوائط النخل في ذلك العصر.
وقد كتب الوثيقة الكاتب الشهير الملا عبد المحسن بن محمد بن سيف وأرخها بأن ذلك كان في رابع ليلة خلت من ربيع الأول سنة ١٢٦٠ هـ.
وخطه جميل معروف، كتابته واضحة إلا أنه يتحذلق في النحو وهو لا يعرفه مثل قوله:(ولم بقي لجدعان دعوى ولا تبعه) ويريد أنه بات ذلك النصف من الملك وهو النخل وما يتبعه لا يبقى منه شيء لجدعان، بل انتقل كله إلى ملك المشتري: مهنا بن صالح أبا الخيل.
ولأهمية هذا العقد أشهد عليه جماعة من المسلمين عددهم خمسة، وفي العرف المتبع عندهم أن وثائق المبايعات يكتفي فيها بشهادة واحد مع الكاتب.
وهؤلاء الشهود كلهم معروفون لنا وهم من المشاهير في ذلك الوقت وأكثرهم صاروا بعد ذلك رؤوس أسر مشهورة مثل عبد الله بن علي الرشودي الذي هو رأس أسرة (الرشودي) كلها وجميع الرشود في بريدة من ذريته.
ومحمد بن عبد الرحمن الربدي، وهو الثري الورع الشهير وهو رأس أسرة الربدي، وجميع (الربادي) في بريدة من ذريته.
وعبد الله بن ناصر الرسيني وهو أول من عرفناه من أسرة الرسيني، وأشهرهم وسيأتي ذكره عند ذكر (الرسيني) في حرف الراء بإذن الله، إضافة إلى المشتري مهنا بن صالح أبا الخيل فإنه صار رأس أسرة المهنا، وجميع